عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معجزة الإسراء والمعراج

بوابة الوفد الإلكترونية

إنّه من المتّفق عليه عند عموم المسلمين أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أُسري به ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلًا وامتطى إلى هنالك دابة البراق، وكان ذلك في مكّة بعد البعثة وقبل هجرته إلى المدينة،[٩] وصلّى هنالك بالأنبياء جميعًا وكان إمامهم، يقول الإمام ابن كثير الدّمشقيّ في تفسيره الآية الأولى من سورة الإسراء بعد قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

 

فيقول ابن كثير هنا: "يمجد تعالى نفسه ، ويعظم شأنه ، لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره {الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِه} يعني محمدًا صلوات الله وسلامه عليه، {لَيْلًا} أي في جنح الليل {مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام} وهو مسجد مكة {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} وهو بيت المقدس الذي هو إيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل؛ ولهذا جُمِعوا له هنالك كلّهم، فأمَّهُم في محلتهم ودارهم، فدلَّ على أنَّه هو الإمام الأعظم، والرَّئيس المُقدَّم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين".

 

وبعد الصّلاة عرج -عليه الصلاة والسلام- إلى السّماء السّابعة حتّى تجاوزها ووصل إلى سدرة المنتهى، وهناك شاهد من عظمة ملكوت الله تعالى ما

لم يشاهده من قبل، وهناك رأى جبريل -عليه السلام- بصورته الحقيقيّة وكان له ستمئة جناح، وهو رئيس الملائكة، وهناك فُرِضَت عليه الصّلوات وكانت خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولكنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ظلّ يسأل الله التّخفيف حتى صارت خمسة ولكنّها بأجر خمسين صلاة، فنودي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندها: "إنّي قد أمضيتُ فريضتي وخفّفتُ عن عبادي وأَجزي الحسنةَ عشرًا".

 

وفي رحلة المعراج التي رافقه فيها رئيس الملائكة جبريل -عليه السلام- التقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عددًا من الأنبياء، كآدم في السماء الأولى، وعيسى ويحيى وهما ابنا خالة في السماء الثانية، ويوسف في السماء الثالثة، وإدريس في السماء الرابعة، وهارون في الخامسة، وموسى في السادسة، وإبراهيم في السابعة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والفقرة القادمة ستقف مع دابة البراق.