رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على تأملات في سورة الناس

بوابة الوفد الإلكترونية

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وفي مستهلّ الحديث عن تأملات في سورة الناس لا بدّ من ذكر نصّ الآية الكريمة فقد قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.

 

وقد استهلّ الله -سبحانه وتعالى- السورة الكريمة بقوله "قل" وهو توجيه الأمر بالقول للرسول الكريم، وأتت في السورة بمحلّ التنبيه لما سيقوله الله تعالى بعدها، ثمّ بدأ بسرد ما أراد تنبيه النبيّ الكريم إليه فقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ}.

 

وهذه الصفات هي صفات الله العظمى التي تدل على ربوبيته وألوهيته وعظمته وملكه، وجميع ما في الكون هم عبيده ومن خلقه فهو المسؤول عن حمايتهم من كلّ شر لذا لا تكون الإستعاذة إلّا به.

 

ومن تأملات في سورة الناس ما جاء من اللمسات البيانية في قوله تعالى: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.

 

فأمر الله تعالى النبيّ الكريم والناس أجمعين أنّ عليهم الاستعاذة من شرور الشيطان الذي يوسوس لكلّ إنسان على حدى، ووصفه بأشنع الصفات التي يتصف بها فهو الوسواس الذي يوسوس للناس وهم غافلون عن الله، وهو الخنّاس الذي يضعف ويخنس ويُهزم إذا استعاذ الإنسان بالله منه أو ذُكر اسم الله أمامه، وقد نبّه الله تعالى الناس أنّ هذا الوسواس الذي غرضه الأول وغايته العظمى إَبعاد العباد عن كلّ ما أمر الله به بكلّ ما يستطيع، أنّه قد يكون من الجنّ كإبليس مثلًا أو من الجن الكفار بالله، أو حتى من الناس

فمن الناس من هو قرين السوء أو الصاحب الذي يسحب إلى المعاصي والذنوب وينهى صاحبه عن التقرّب إلى الله -والعياذ بالله من شرورهم-، وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة من الجن والناس ذاتهم لا من شرورهم وحسب وذلك لتعمّ الاستعاذة وتشمل كلّ شرورهم فهم في حدّ ذاتهم شر.

 

 

ومن اللمسات البيانية التي يمكن ملاحظتها في تأملات في سورة الناس أنّ الله تعالى قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}،والجِنة في موضعها هذا -بكسر الجيم- أتت من باب الإحاطة والشمول بعموم الجن، فالجِنة هي جمع الجان، والناس جمع إنسان، ويمكن أن تفيد كلمة الجنة بأن تشمل الجن جميعًا أو يمكن أن تكون فئةً قليلة منهم، وكذلك "الناس" قد يشمل جميع الناس أو فئة من الناس، وفي لغة القرآن الكريم ولغة العرب الأصيلة يمكن استعمال كلمة "الجنة" بمقابل كلمة "الناس"، وكلمة "الجن" بمقابل "الإنس"، وكلمة "الجان" بمقابل "الإنسان"، ولهذا فإنّ مصطلح "الجنة والناس" هو أشمل وأدقّ ما يمكن أن يُذكر للإحاطة بعموم الجان والإنسان وشمولهما وهو ما يُظهر الإعجاز البياني في آيات الله -سبحانه وتعالى-، والله تعالى أعلم.