أسباب نزول سورة الناس
التدبر فى القرآن من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق ولا بدَّ من الإشارة إلى سبب نزول هذه السورة المباركة، ومن المعروف إنَّ سورة الناس من المعوذتين، والمعوذة الأخر هي سورة الفلق، وهما آخر سورتين في القرآن الكريم، وقد نزلتا معًا، وقد ذكر بعض أهل العلم سببَ نزول هاتين السورتين، وفيما يأتي بعض أقوال العلماء في سبب نزول سورة الناس والفلق:
جاء في كتاب أسباب النزول للواحدي ما يأتي: "كانَ غلامٌ من اليهود يخدمُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأتتْ إليه اليهودُ ولم يزالوا به حتَّى أخذَ مشاطة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعدة أسنان من مشطِهِ فأعطاها اليهود فسحروهُ فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي، ثمَّ دسَّها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان، فمرضَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وانتثرَ شعرُ رأسِهُ ويرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن وجعل يدور ولا يدري ما عراهُ، فبينما هو نائم ذاتَ يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسِهِ والآخرُ عندَ رجليهِ، فقال الذي عند رأسهِ: ما بالُ الرَّجل؟ قال: طب، قال: وما طب؟ قال: سحر، قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: وبم طبَّه؟ قال: بمشطٍ ومشاطة، قال: وأين هو؟ قال: في جفِّ طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان، والجف: قشر الطلع، والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح، فانتبه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا عائشة ما شعرتُ