رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما علاقة الجن بسيدنا سليمان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

لقد ثبت في القرآن الكريم بسورة سبأ أنَّ الله -تعالى- قد سخَّر للنَّبي سليمان الجن ليعملوا في خدمته، قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ}.

 

فلقد كانت الجن تبني له القصور والأواني الضَّخمة التي يُطبخ فيها الطَّعام لجيش بأكمله، ولقد كان الجن لا يستطيع مخالفة أوامر سليمان -عليه السلام- لأنَّ من يخالفه سيكون مصيره النَّار والعذاب الأليم، ومن خدمات الجن له أنَّهم كانوا يحملون له الأواني الثَّقيلة ويطيرون بها أو يعبرون بها من خلال الجدران.

 

ولقد ورد في قصة ملكة سبأ أنَّ الجني طلب من الملك سليمان أن يسمح له بإحضار عرش بلقيس من اليمين إلى فلسطين وما هذا إلَّا لأنَّ الله سخَّر لسليمان الجن كي يعملوا بخدمته.

 

اعتمد كل فريقٍ على دليلٍ بما ذهب إليه، قال تعالى في سورة ق: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}.

 

والقرين هنا إمَّا يُقصد به الملك وهو الشَّهيد الموكل بكتابة الأعمال الصالحة والسيئة للإنسان في حياته الدُّنيا والتي ستكون حاضرةً ماثلةً أمامه لتكون

شهادةً عليه، أو قد يكون هو الشَّيطان الذي أوكله الله -سبحانه وتعالى- بالعبد في حياته الدُّنيا ليغريه ويغويه وبهذه الحالة تكون أعماله السيئة ماثلةً أمامه.

 

ولكن الزَّمخشري قال أنَّ الأصحَّ هنا هو أنَّ القرين هو الشَّيطان ويؤكد هذا قوله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[٣٠] وبهذا يكون القرين هو الشَّيطان الذي يزين العمل السَّيئ، وقد قال رسول الله: "ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ قالوا: وإيَّاكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ. غَيْرَ أنَّ في حَديثِ سُفْيانَ وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ وقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ".

 

وبذلك فإن كانت الإشارة إلى المَلَك فهو الموكل بصحائف الأعمال وإن كانت الإشارة إلى الشَّيطان فهو الموكل بالإغواء.