اختار الله لنا شئ آخر

نسعى جاهدين للوصول إلى أهداف ، ولكن قد لا نصل إليها في النهاية ويكون الله قد اختار لنا شئ آخر ، فمرحبا باختيار الله لنا ووداعا للحلم القديم ، لأن الخير كل الخير سيكون في اختيار الله ، يجب أن نكون على يقين من هذا ، فهو سبحانه يعلم الغيب وأخفى ، فهو يعلم ولا نعلم ، حتى وإن كان ما نريده عكس ما قدره الله سبحانه وتعالى لنا ، يقول تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".

إن الله سبحانه لن يقدر لنا إلا الخير حتى وإن ظننا في وقته أنه شر أو صعب تحمله، فبعد ذلك سندرك أنه كان الأفضل لأنه سيظهر لنا ما كان يخفى علينا ولا يخفى على الله ، فهو سبحانه يبعث بكل شئ في وقته المحدد والمناسب ، وفي قصة موسى والخضر عليهما السلام ما يؤكد ذلك ، من كان يظن أن في خرق السفينة نجاة؟ أو أن في قتل الغلام خير؟

ما أجراه الله لنا كان لحكمه يريدها سبحانه ، فقد يكون في المنع عين العطاء ، وقد يكون في العطاء منع لخير كثير ونحن لا ندري ، فما منع الله عنا شئ إلا لنجاتنا ولخيرنا ولحكمه يعلمها فعلينا ألا

نتعجل ، وقد يكون سعينا ودعائنا بشئ فيه شر لنا دفعه الله عنا بعدم قبوله للدعاء وادخاره لنا في الآخرة ، وهذا من رحمة الله تعالى بنا ، فنحن لا نحيط بعلم كل شئ وقد تختلط علينا الأمور فلا ندري في أي شئ يكون خيرنا ، يقول تعالى:"ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا" ، فنحن بعلمنا القاصر نجهل العواقب ، يقول تعالى:"عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال" ، ويقول تعالى:"وأن الله علام الغيوب".

فعلينا أن نتوكل على الله ونأخذ بالأسباب ، ونثق ونرضا بما قدره الله لنا فقد قال تعالى :"وكل شئ عنده بمقدار" ، أي فلا يجاوز شئ عن تقديره ولا يقصر شئ عن تدبيره سبحانه ، وعلينا أن نحمده سبحانه على كل شئ ، فقد يكون فيما نكره الخير الكثير ، فعلينا أن نسلم أنفسنا كليا إلي الله سبحانه.