رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل الحمد يكون باللسان فقط.. علي جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الحمد قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، أو بالأركان، فَمِنْ حمد اللسان، الذكر بصريح الحمد (الحمد لله)، وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله ، وكما طهرته بالسواك، تطيبه؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة ، وكان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندمَّا دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ ، فبلته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.

 

وأضاف جمعة، عبر موقعه الرسمي، أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.

 

وبين عضو هيئة كبار العلماء، أن الحمد قد يكون أيضًا بالجنان، فالقلب يشكر ربه، ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة، «ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد»، والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع، فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.

 

وذكر جمعة، أن النبي ﷺ كان إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه، من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال»، موضحًا أن بعض الناس يصلي على نمط: (أرحنا منها)، نؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكن يريد أن ينتهي من الفرض، لابد أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا.

 

والحمد: قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول

سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله»، وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له "جزاك الله خيرًا" «وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».

 

فإذا أنت أنكرت عليه المعروف؛ فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه، ولذلك لا تشكر الله هكذا، عندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب، عدم الاعتراف هنا، كأنه كذب، بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك، فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيره: وهى قلة ديانة، ولذلك الحديث واضح: «مَنْ لم يشكر الناس لا يشكر الله».

 

إذن فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين؛ إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق اللهُ المعروف إليه، فهو نعمةٌ مسداة إليه من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير، و«الدال على الخير كفاعله»، ولا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال؛ إِلَّا إذا شكر الناس.