رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على مراتب اليقين بالله

بوابة الوفد الإلكترونية

اليقين بالله من صفات المتقين وينقسم اليقين إلى ثلاثة مراتب أساسية هي: علم اليقين، وحق اليقين، وعين اليقين، وقد فسَّر العلماء تلك المراتب بتفسيرات مُتغايرة بناءً على اختلافهم في أصل اليقين، فكان للصوفية مثلاً تعريفهم الخاص، وكانت لأهل العقيدة نظرةٌ مختلفة تماماً، وفيما يلي بيان ذلك:

 

قال بعضهم: علم اليقين ما يحصل عن مجرد الفكر والنظر فقط، أمّا عين اليقين فهو ما يحصل من مشاهدة العين عياناً وإبصار الشيء، وحقّ اليقين فهو اجتماع الإبصار والمشاهدة مع التفكر والتدبر بعظمة ذلك الشيء، فإذا أخبره الصادق بالمعجزات صار ذلك حقّ اليقين. قيل: علم اليقين هو ما حصل عن نظرٍ واستدلالٍ وتدبر وتفكر، أمّا عين اليقين فهو ما حصل عن مشاهدة ومعاينة للشيء المعلوم به، وحقّ اليقين هو ما حَصل عند المعاينة مع المباشرة لذلك الأمر؛ فعلم اليقين مثاله كمن علم تعويداً أنّ البحر فيه ماء فذلك الأمر يقيني لا يشك به عاقل، ويكون ذلك من خلال الاطلاع والتعوّد الناتج من السماع، أمّا عين اليقين فمثاله من مشى ووقف على ساحل

البحر وعاينه وشاهده دون أن يطلع على تفاصيله، وحقّ اليقين مثاله من نزل إليه واغتسل فيه وشرب منه ولاحظ بعقله ومعاينته ملوحته؛ فالشخص الذي يعلم بأنّ الله واحدٌ وموجود فذلك عنده يقينٌ عام وهو علم اليقين، أي عنده خبرٌ وعلمٌ من البعيد دون اطلاعٍ أو معاينة، وأمّا من يصل بالكشف الروحي والخفيّ وتتجلّى عليه الصفات، فهذا عنده عين اليقين وهو صاحب مكاشفة ومشاهدة، ولكنّه ما زال على ساحل البحر، وأمّا الشخص الذي وصل إلى التجلّي الذاتي والمشاهدة الذاتية، فقد وصل إلى حقّ اليقين. قال علماء الأصول إنّ علم اليقين هو ما يقطع الاحتمال، وينهي الأمر، فلا يكون في الأمر شكُّ أو ريبة أو تردد.