رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل التيسير على العباد

بوابة الوفد الإلكترونية

من مظاهر الرحمة في دين الإسلام؛ أنه دين يدعو إلى التيسير وينهى عن التعسير، يدعو إلى الرفق وينهى عن العنف. شريعته مبنية على جلب المنافع والمصالح للعباد، ودرء المفاسد والمضار عنهم.

 

إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبّ التيسير في كل شيء، وكان يكره التشديد في كل شيء؛ في الصحيحين عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى اليَمَنِ، ثُمَّ قَالَ: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا».

 

فديننا دين يسر ولين، دين رحمة ومحبة، ولذلك دخل إلى القلوب، وعشِقته الأرواح، وافتدته المهج والنفوس.

 

دين يدعو إلى التيسير على الناس في أمور حياتهم:

فمن مظاهر الرحمة وصورها المشرقة في هذا الدين العظيم: الرحمة بالناس في حياتهم ومعاشهم، في معاملتهم ومعاشرتهم، ومن ذلك دعوته إلى الرحمة بالخدم والعمال. فمن أحوج الناس إلى رحمتك من قلدك الله أمره من العمال والمستخدمين. فلا تحقرنّ منهم أحدا ولا تؤذينّ منهم أحدا، بل أحسن إليهم، ويسّر عليهم، واجبُر خواطرهم طلبًا لرحمة الله رب العالمين، في الصحيحين عَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ».

 

وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا: « اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمرِ أُمَّتِي شَيْئًا، فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ». أخرجه الإمام أحمد ومسلم وابن حبان والبيهقي.

 

فمن أراد أن تصيبه دعوة النبي فيكون مرحومًا من الله جل وعلا فليوسّع على من قلده الله أمره، فمِن رحمة هؤلاء أن يوسّع الإنسان صدره لمن يُسيء منهم ولمن يقصّر منهم، فالعفو والصفح عن الزلات وستر الخطيئات شأن أهل المكرمات والرحمات.

 

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَمَا قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَهُ، وَلَا لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ لِمَ تَرَكْتَهُ». أخرجه الترمذي، والحديث في الصحيحين بلفظ قريب من هذا.

 

ومن الرحمة بهم: الوفاء لهم، وتشجيعهم وإعطاؤهم ما يستحقونه من أجور من دون مماطلة أو تأخير.

 

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ». أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني.