رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل الرحمة بالأهل والأقارب

بوابة الوفد الإلكترونية

الرحمة من صفات المتقين ومن صور الرحمة ومظاهر الرحمة في الإسلام: الرحمة بين الأهل والأقارب، رحمتك لزوجتك وإخوانك وأخواتك وسائر قرابتك. أن يرحم المرء أهل بيته؛ أن يحسن رعايتهم وعشرتهم، أن يعاملهم باللطف واللين، والمحبة والمودة، أن يسهر على خدمتهم، أن يشبعهم، ويكسوهم، ويسكنهم، ويقدم لهم من الخير ما استطاع، وقبل ذلك كله أن يقودهم إلى الجنة، ويُعرّفهم أبوابها وسبلها، ويقيهم من النار، ويُحذرهم من طرق الضلال التي تقودهم إليها.

 

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾.

 

ومن الرحمة بالأهل الرحمة بين الأزواج؛ أن يرحم الزوج زوجته فيحسن إليها ويشفق عليها، يحسن عشرتها فلا يظلمها ولا يؤذيها. أن ترحم الزوجة زوجها فلا تؤذيه، ولا تحمّله ما لا يطيق، بل تساعده وتقف إلى جانبه. إنها الرحمة التي جعلها الله تعالى بين الزوجين تفضلا منه ونعمة، فبها تستقيم الحياة الزوجية وتهنأ، وبدونها تضطرب الحياة الزوجية وتشقى. قال الله سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. فقد جعل الله سبحانه بين الزوجين مودَّةً ورحمة، فامتثل الرحمةُ المهداة صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان نِعمِ الزوجُ، ونعمَ الأبُ، ونعمَ الجدّ، وأرشد المؤمنين للأخذ بهذا التوجيه، والاقتداءِ به صلى الله عليه وسلم فيه، فقال: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي». أخرجه ابن حبان والترمذي عن عائشة.

 

وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ضرب الزوجة دون مبرر شرعي فقال: «ألاَ عسَى أحدُكم أن يضربَ امرأتَه ضرْبَ الأمَةِ! ألا خيرُكم خيركُم لأهلِه». أخرجه البزار في مسنده، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

 

الرحمة بالضعفاء والفقراء:

من صور الرحمة المشرقة في دين الإسلام: الرحمة بالضعفاء والفقراء. فمن شعائر الإسلام العظيمة: إطعام الطعام، والإحسان إلى الفقراء والأرامل والأيتام، طلبًا لرحمة الله الملك العلام. روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ».

الذي يطعم الأرملة ويدخل السرور عليها ويرحم بُعد زوجها عنها، حين يكون لها كزوجها إحسانًا وحنانًا؛ كالصائم الذي لا يفطر من صيامه. والقائم الذي لا يفتر من قيامه. فهنيئًا ثم هنيئًا لأمثال هؤلاء الرحماء.

 

وأخرج البخاري في صحيحه عن سَهْل بْن سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى.

 

وأخرج الإمام أحمد والبيهقي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَهُ: « إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ ».

 

أخي الكريم؛ لعل القليل من المال تدخل به السرور على فقير محتاج، يمنحك الله به جنة عرضها السماوات والأرض. ولعل قليلا من المال تجود به على مكروب تنفس به عنه كربته وتمسح به عنه دمعته، ينفس الله تعالى به عنك كربة شديدة من كرب يوم القيامة. فـ«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ».

 

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ».