عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل الابتعاد عن المعاصى والأثام

بوابة الوفد الإلكترونية

يجب على المسلم إذا طلب من الله أن يسامحه ثم استغفره من المعاصي والذنوب التي ارتكبها، فإنه ينبغي عليه أن يبتعد عن تلك الذنوب، ويعزم ألا يعود إليها أبداً، وأن يبتعد عن كل ما يجعله يقترب منها، وعن مسبباتها التي تجعله يفكر بذلك، فإنّ ذلك من أفضل ما يوصله إلى محبة الله ومسامحته له، ويحقق له المطلوب من استغفاره والمرجوَّ منه، قال تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).

 

وإن البعد عن شهواتِ الدنيا ومَلذّاتها التي كان المسلم يقع بها بعد التوبة ليس بالأمر الهيِّن، فإذا أراد المسلم من ربه أن يسامحه فيجب عليه أن يُوطِّن نفسه على ذلك، ولأجل هذا ينبغي عليه القيام ببعض الأمور من بينها ما يلي:

 

أن يستعين بالله سبحانه وتعالى، ويصبر على ما يراه ويجده في نفسه من تفكيرٍ بالمعاصي، ويصبر على ما يقع له من البلاء والاختبار نتيجة البعد عن المعصية التي كان يتنعم بها ظاهراً، قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

 

أن يتوجه إلى الله بين الفترة والأخرى بالتوبة الصادقة، ويستعين على ذلك بكثرة الدعاء، وأن يسأل الله سبحانه وتعالى أن يقرّبه مما يُحبه، وأن يُبغّضه فيما يؤدّي به إلى الوقوع بالمعصية، وألا يُحوجه للتفكير بها، فإن المسلم يتردد بين المعصية والطاعة، ويتقلب بين الخوف والرجاء، وكثرة التوبة تجعله متعلّقاً بالله متمسكاً به،

ومن صدقت توبته فإن الله سيعلّق قلبه به، ويحفظه من الزيغ بعد الهداية، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: (ما مِن قلبٍ إلَّا بَيْنَ إصبَعَيْنِ مِن أصابعِ الرَّحمنِ إنْ شاء أقامه وإنْ شاء أزاغه).

 

وكان رسولُ اللهِ عليه الصّلاة والسّلام يسأل الله أن يثبّت قلبه على الحق بعيداً عن الزيغ والهوى فيقول: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلوبَنا على دِينِكَ).

 

ويقول عليه السّلام أيضاً: (والميزانُ بيدِ الرَّحمنِ يرفَعُ قومًا ويخفِضُ آخَرينَ إلى يومِ القيامةِ).

 

أن يؤدّي المسلم ما افترضه الله عليه من الفرائض، المتمثّلة بالصّلوات الخمس وغيرها والتقرُّب إليه بالنوافل، فإن ذلك أدعى للوصول إلى حب الله ومسامحته. الاستعانة بالرفقة الصالحة التي تُعين العبد على القيام بما يرضي الله من القول والعمل والبعد عن أسباب المعاصي، فقد قال النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (المرءُ على دينِ خليلِه، فلينظُرْ أحدُكم من يَخالُّ).

 

الإكثار من تلاوة القرآن الكريم قراءةً وفهماً وحفظاً وترتيلاً وتفسيراً، والمواظبة على الأذكار اليوميّة التي تجعل العبد أقرب من الله، وتزيد اتصاله به، حتى يصل إلى المسامحة التي يرجوها من الله.