رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النفاق أخطر أمراض القلوب

النفاق
النفاق

إذا اختلف مظهر المرء عن جوهره، وقولُه عن فِعْله، وسِره عن علانيته، دخل في دائرة النفاق، سواء كان نفاقه هذا نفاقاً شرعياً أو اجتماعياً، قال ابن مسعود - رضي الله عنه إن الناس قد أحسنوا القول، فمَن وافق قوله فِعْله فذاك الذي أصاب حَظه، ومن خالف قوله فعله فذلك الذي يُوبخ نفسه، وقيل لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا خرجنا قُلنا غيره، قال: (كنا نَعُد ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النفاق) .

 

والمنافق رأسماله الكذب والخديعة، وهو يتظاهر بالإيمان والعمل الصالح، ويتستر بالإسلام على كفره ليأمن من بطش المسلمين، وليدفع الخطر عن نفسه، ويكون المنافق في الغالب مرتبكاً وخائفاً من الفضيحة .

 

إن المنافقين مبهرجون من خارجهم، ملوثون من داخلهم، يخدعون الناس بحلو الكلام والتلاعب بالألوان وارتداء الأقنعة، وقد قال عنهم رب العزة والجلال: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم من بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِن الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقون،(التوبة: 67)، وقال أيضاً: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنهُمْ خُشُبٌ مُسَندَةٌ يَحْسَبُونَ كُل صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُو فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنى يُؤْفَكُونَ، (المنافقون: 4)، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: مثَلُ المنافق كمثل الشاة العائِرَة بين الغنَمَين، تَعِير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، رواه مسلم .

 

إن ظاهرة النفاق من أخطر الأمور وأكثرها ضرراً على الأمة الإسلامية، والمنافقون هم بمثابة الطابور الخامس الذي يعمل لمصلحة العدو، ومنذ اليوم الأول لولادة الإسلام والأمة الإسلامية تعاني بشدة من هذه الظاهرة الخطرة .

 

ولقد حذرَ الله عَز وجَل في القرآن الكريم الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم من خطر المنافقين في آيات عديدة وبين بعض صفاتهم وأساليبهم وكشف عن بعض نواياهم

وخططهم المفعمة بالخيانة، كما حذر الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلمين من ظاهرة النفاق والمنافقين وفضح مخططاتهم في مواقف كثيرة .

 

ونظراً لخطورة النفاق والمنافقين فلقد ذم اللهُ المنافقين وبين خططهم وأساليبهم وأهدافهم وتوعدهم بالخزي والفضيحة والعذاب الأليم في آيات كثيرة من القرآن الكريم، كما خصص الله عَز وجَل سورة كاملة من سُور القرآن للمنافقين لتحذير المؤمنين منهم، والسورة هي سورة المنافقون و رقمها حسب تسلسل السور في المصحف الشريف هو (63) .

 

إن معرفة المسلم بخطورة النفاق كمرض انتشر في الأمة وأصاب شرائح كثيرة منها توجب عليه الخوف والحذر منه، والتدقيق في أخلاقه، لينظر هل ابتلي بشيء من صفات المنافقين؟ وقد كان هذا هو هدي سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، فتجد الرجل منهم ومع إيمانه وصلاحه يخشى أن يكون تلبس بشيء من صفات المنافقين وهو لا يعلم، فعن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه . ويقول الحسن البصري عن النفاق: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق . ويقول إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذباً .