سيرة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله
إنَّ السيدة الفاضلة هي من يرضى عنها الله -عزَّ وجلَّ- وتكون مقبولة عنده بقبول حسن تفوز بجنَّة النعيم التي وعد الله بها عباده المتقين، ولا بدَّ من التنويه أنَّ نساء الجنة تتفاوت مكانتُهنَّ ويتفاضلن فيما بينهنَّ، وأفضل نساء أهل الجنّة أربعة نسوة وهنَّ: خديجة بنت خُويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسيا امرأة فرعون ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضلُ نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، ومريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ بنتُ مُزاحمٍ امرأةُ فرعونَ"،[١] فالسيدة فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي
إحدى سيدات الجنَّة؛ وذلك لورعها وتقواها وصبرها واحتسابها،[٢] لذلك سيتم تخصيص الحديث عن سيرة السيدة فاطمة الزهراء وذكر بعض المواقف من حياتها.
و فاطمة الزهراء هي فاطمة بنت محمد بن عبدالله، أصغر بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- من زوجته خديجة بنت خُويلد[٣] وأحبُّهنَّ إليه، وأشبه النَّاس به،[٤] ودليل ذلك قول عائشة -رضي الله عنها-: "ما رأيتُ أحدًا كانَ أشبَه سمتًا وَهديًا ودلًّا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من
وقد عُرف عنها صدق اللهجة وشدَّة الحياء، تُوفيت السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- في شهر رمضان وكان عمرها آنذاك تسعة وعشرون عامًا، والذي قام بتغسيلها هو زوجها علي بن أبي طالب مع أسماء بنت عُميس -رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم- وكان ذلك بطلبٍ منها وكانت أوَّل من غُطي نعشها من النِّساء في الإسلام.