رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصة ورقة بن نوفل ونزول الوحى على الرسول

بوابة الوفد الإلكترونية

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، ابن عم خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولقد اختلف العلماء في اعتباره من الصحابة أم لا؛ وذلك بسبب موته في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة.

 

وكان ورقة بن نوفل من الأربعة الذين كانوا غير مقتنعين بعبادة قريش للأصنام، وهؤلاء الأربعة هم: ورقة بن نوفل، زيد بن نفيل، عثمان بن الحويرث، عبيدالله بن جحش.

 

وقال ابن هشام فى السيرة بَقِيَ ورقة بن نوفل رافضاً لعبادة الأصنام، وعندما نزل جبريل -عليه السلام- على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في غار حراء، عاد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- خائفاً إلى خديجة -رضي الله عنها- بعدما حدث معه في الغار من رؤية جبريل عليه السلام، ومن طلبه من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- القراءة وهو أميّ، وعندها ذهب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وخديجة -رضي الله عنها- إلى ورقة بن نوفل، فعن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "فانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وكانَ امْرَأً تَنَصَّرَ في الجاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتابَ العِبْرانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإنْجِيلِ بالعِبْرانِيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فقالَتْ له خَدِيجَةُ: يا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فقالَ له ورَقَةُ: يا ابْنَ أخِي ماذا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ

عليه وسلَّمَ خَبَرَ ما رَأَى، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ".

 

فأخبر ورقة بن نوفل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه الرسول المُرسَل، ولقد وعد الرسول -صّى الله عليه وسلم- بنصرته إذا بَقِىَ حياً، لكنه مات بعدها.

 

كان ورقة بن نوفل مستغرباً من عبادة قريش للأصنام التي لا تسمع، ولا تُبصر، ولا تنفع، ولا تضر، وذلك يدل على رجاحة عقله، وخصوصًا أنّه كان من القلة الذين لا يعبدون الأصنام، ولم يكتفِ بترك عبادة الأصنام بل بَقِيَ يبحث عن الحقيقة وعن الدين الحقّ، وتنبؤه بنبوة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما أخبره بما حدث معه في غار حراء يدل على أنه من أهل الدراية والعلم، وكان ورقة بن نوفل صاحب همة ومسؤولية، فلقد تمنى لو أنّه يعود شاباً لنصرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في رسالته بعد أنّ أصبح شيخاً كبيرا، ولقد مات قبل تعرض الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة للعذاب من قريش.