عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الفرق بين المتوفي والميت

بوابة الوفد الإلكترونية

الاستقامة على منهج الله من علامات حسن الخاتمة وقال اهل العلم هذه حقيقة مهمة تناولها العلماء وأخذوها بعين الاعتبار، هل من توفي فمات هو نفسه من مات وتوفي؟ أم أنهما يختلفان، هذا وقد وجد العلماء أن من توفي فهو ميت غير أنّه ليس كل ميّت متوفى، وإن كان بموته ينقطع عمله وتطوى صحيفته لكن هنالك بعض الحالات التي لا تتوفى ويظل القلم يجري لها إلى يوم القيامة، هذا الأمر بينته أحاديث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: " إذا مات ابن آدم نقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية و يعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، وهنا يتبين لنا جلياً أن هنالك الذين استمرت أجورهم تكتب في موازين أعمالهم حتى وإن قُبضوا وفارقوا الحياة الدنيا، فالصدقة الجارية يجري القلم بها طالما هي باقية ينتفع منها أصحابها، والعلم الذي ينتفع به يستمر أجره مادامت الناس تستفيد منه، كذلك الولد الصالح هو ذخر لوالديه من بعدهما، دعاؤه جزء من بره لهما الذي يصلهما في قبورهما، وليس هذا فحسب فهنالك أيضاً المرابط في سبيل الله الذي ينمّى له عمله إلى يوم القيامة كما في الحديث: " كلُّ ميِّتٍ يُختمُ على عملِه إلَّا المرابطَ

في سبيلِ اللهِ فإنَّه يُنمَّى له عملُه إلى يومِ القيامةِ، ويؤمنُ من فتنةِ القبرِ" (رواه أبو داود والترمذي).

 

وهكذا رأينا أنّ المرابط في سبيل الله كذلك يظل عمله ينمو جزاءً من ربه على ما قدّم وضحّى في حياته الدنيا. الموت والوفاة كلاهما سيكونان تذكرة عبور إلى محطتك الأخيرة التي ستقيم بها ماشاء الله حتى يأذن الله بيوم القيامة، ستطوى صحافنا وتنتهي أعمارنا ولا يدوم لنا ولا يثبت إلا ما قدمنا فإن خيراً فخيراً وإن شراً فما بعده أشر منه، وترفع الصحائف لتعرض أمام العباد في يوم كثير الشهود عليك، وحينها ستعرض أعمالك عليك وتدرك كم سوّفت وضعيت وفرطت، كم هي الذنوب التي بقيت وما محيت باستغفار أو بتوبة، وقتها ستتمنى لو تعود للدنيا لعلك تعمل، ومازلنا في هذه الفسحة والباب أمامنا مازال مفتوحاً فلنعقل.