رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على من هو أول الرسل بعد سيدنا آدم

بوابة الوفد الإلكترونية

العبرة من قصص الانبياء من اسباب الثبات وزيادة الايمان وردة الاجابة فى تفسير ابن كثير من هو أول الرسل بعد آدم في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الشفاعة، إذ يذهب البشر يوم القيامة للأنبياء والرسل ليشفعوا لهم عند الله -جلّ وعلا-، فقد جاء في نص الحديث الشريف عن النبيّ الكريم أنّه قال: "فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، أَما تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ"[٦]، وقد كان هذا الحديث دليل أهل العلم بأنّ نوحًا -عليه السلام- هو أول الرسل بعد آدم -عليه السلام-.

 

بعد وفاة آدم -عليه السلام- انتشر الشرك وعبادة الأصنام بين الناس، فبعث الله نبيّه نوحًا مبشرًا ونذيرا، إلّا أن قومه كذّبوه وكفروا به إلّا قليلًا منهم، قال -تعالى- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}[٨]، ولكنّ نوحًا -عليه السلام- لم يملّ واستمر في دعوته إلى أن دعاهم قرابة الألف سنة، وعندما همّ بنو قومه بقتله هو ومن معه دعا نوحٌ ربه بأنّ ينجيه من القوم الكافرين وأن يهلكهم جميعًا، قال -جلّ وعلا- { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}[٩]، فأمره الله بصنع سفينة كبيرة يحمل عليها كلّ من آمن معه ومن كل الحيوانات زوجين، وذلك لأنّ طوفانًا عظيمًا سيصيب الأرض ويهلك كل من كان كافرًا ولن يُنجي الله إلّا من ركب تلك السفينة.[١٠] ففعل نوحٌ ما أمره الله به وصنع السفينة وكان يلقى من الكافرين السخرية بما يصنع، قال -تعالى-

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ}[١١]، ثمّ لمّا انتهى نوحٌ -عليه السلام- فجّر الله عيون الينابيع في الأرض وأفاض الأنهار وأرسل من السماء الغمام يُمطر، فحمل نوحٌ معه في السفينة أهله وزوجاته إلّا من كفر به وهم إبنٌ له وزوجة، وحمل معه كلّ من أسلم وآمن بالله وكان عددهم قليل، وحمل معه ما أُمر من الحيوانات والطيور وذلك لحفظ نسلها، وقد قال -تعالى- في محكم كتابه {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}[١٢]، ثم بعد أن طافت الأرض وفاضت وهلك كلّ من في الأرض إلّا من صعد السفينة، أمر الله -تعالى- الأرض بأن تبتلع ماءها وأمر السماء أن توقف مطرها، فرست السفينة على جبل الجودي وهو في منطقة الموصل في العراق، قال -تعالى- {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }[١٣]، ثمّ هبط نوحٌ منها هو ومن آمن معه محاطًا ببركة الله ورحمته وانتصر دين الله الحق وعمّ السلام في الأرض، والله -تعالى.