من هم المؤلفة قلوبهم فى القرآن
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وقال الشعراوي رحمه الله ان المؤلفة قلوبهم هم أحد الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم وهم الذين تُدفعُ لهم زكاة الأموال في الإسلام، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [٣].
ويمكن تعريف مصطلح المؤلفة قلوبهم على أنَّهم الرجال الذين دخلوا في الإسلام دون أن يَثبُتَ الإسلام في قلوبهم ونفوسهم، أي أسلموا ولكنَّ إسلامهم ما يزالُ هشًّا ضعيفًا، وهم أصحاب تأثير ونفوذ في أقوامهم، فيعطَون من أموال الزكاة حتى يتمَّ استمالتهم وتثبيتهم على الإسلام، وقد أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة لمكانتهم التي كانت لهم في قومهم ومن أشهرهم: أبو سفيان بن حرب، يعلى بن أمية وغيرهم.
وأعطى أبو بكر الصديق أيضًا المؤلفة قلوبهم كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أمَّا سيدنا عمر -رضي الله عنه- فإنَّه رفضَ أن يعطي المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة بعد أنَّ أصبح الإسلام قويًّا ومتمكنًا، ولم يعُد يستطيع هؤلاء ولا غيرهم أن يؤثروا في الإسلام، وكما ذكر ابن قدامة -رحمه
السادة المطاعونَ في أقوامهم: وهؤلاء دخلوا في الإسلام ولكنَّ إسلامهم ضعيف ولم يترسَّخُ في قلوبهم، فيعطون من الزكاة تثبيتًا لهم على دين الله تعالى.
رجالٌ لهم رياسةٌ وقيادة: هؤلاء يعطون من الزكاة من أجل ترغيب أمثالهم من الكفار والمشركين حتى يدخلوا في الإسلام.
وهناك نوع يُقصد بتأليفهم واستمالتهم أن يجاهدوا من يجاورهم من الكافرين والمشكرين، ويقوموا بتأمين الحماية للمسلمين. هناك نوعٌ من المسلمين المؤلفة قلوبهم والمراد من إعطائهم الزكاة أن يقوموا بجباية الزكاة ممن لا يقوم بتأديتها.