تعرف على معني اسم الله المجيد فى القرآن
المجيد من اسماء الله الحسنى ورود اسم المجيد في القرآن الكريم والسنة الشريفة :
" المجيد " اسم من أسماء الله الحسنى ، ورد في القرآن الكريم ، وفي السنة ، قال تعالى : " قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " [هود:73] .
وقال تعالى : " ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَايُرِيدُ " [البروج:15-16] .
دقة اللغة العربية : " ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ " إذاً هو اسم من أسماء الله الحسنى ، و " ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ " قُرأت هكذا ، إذاً هو صفة ، حركة واحدة جعلت هذه الكلمة اسماً ، وحركة أخرى جعلته صفة ، اللغة العربية دقيقة جداً أحياناً حركة واحدة تنقل الإنسان من الجنة إلى النار الصحابي الجليل قبل أن يُقتل قال :
ولست أبالي حينما أُقتل مسلماً على أي جنب ألقى في الله مصرعي
* * *
إلى الجنة ، أما إذا قُرئ هذا البيت :
ولست أبالي حينما أَقتل مسلما ً على أي جنب ألقى في الله مصرعي
* * *
إلى جهنم وبئس المصير ، حركة واحدة تنقل الإنسان من الجنة إلى النار ، يعني كلمة تجارب ، جمع تجربة ، هناك من يتفاصح ويقول تجارُب ، العدوى بالجرب فقط التجارُب العدوى بالجرب ، أما التجارب جمع تجربة ، حركة واحدة .
يكتب الطبيب على البطاقة أخصائي ، يعني الذي يخصي ، وصوابها اختصاصي هناك أخطاء شائعة في اللغة العربية كثيرة جداً ، يقول أحدهم : أنا مولّع بالمطالعة ، المولّع هو الثور الأحمر ، ينبغي أن يقول أنا مولَعٌ بالمطالعة ، حركة واحدة من مطالع إلى ثور .
تقول قِمة ، وقُمة ، إن قلت قُمة من القمامة ، وإن قلت قِمة من الذورة .
الله عز وجل اختار اللغة العربية لتكون لغة كلامه :
الله عز وجل قال : " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى " [التوبة:40] .
الإنسان قد يتوهم يتابع : " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا " [التوبة:40] .
المعنى فاسد " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى " بعد أن كانت عليا ، لكن لا يصح أن نقول " وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا " ماذا كانت قبل ذلك ؟ " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى " .
وقف " وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا " دائماً ، حركة واحدة تنقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان ، أو من الإيمان إلى الكفر ، أو من الجنة إلى النار ، أو من النار إلى الجنة ، لغة عربية اختارها الله لتكون لغة كلامه .
فقد قيل : " يا رسولَ الله ، كيف نصلِّي عليك ؟ قال : قولوا : اللَّهمَّ صَلِّ على محمد وعلى أَزواجهِ وذُرِّيَّتِهِ ، كما صلَّيْتَ على آل إِبراهيم ، وبَارِك على مُحمدٍ ، وعلى أَزْواجِهِ وذُريته ، كما باركتَ على آلِ إِبراهيم ، إِنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ " [البخاري] .
" المجيد " من أسماء الله الحسنى .
معاني المجيد في اللغة : الآن " المجيد " في اللغة من صيغ المبالغة على وزن فعيل ، ماجد ، مجيد ، فعله مجد ، يمجد ، مجداً ، وتمجيداً ، الماضي ، والمضارع ، والمصدر .
و " المجيد " هو الكريم الفعّال ، وقيل إن جمع في الإنسان شرف الذات إلى حسن الفعال سمي مجيداً ، وفعيل أبلغ من فاعل ، فاعل قد يعني مرة واحدة ، كاتب ، قارئ .
إذاً " المجيد " هو الذي يجمع معنى الجليل ، والوهاب ، والكريم ، عظيم ، وهاب كريم .
المجد المروءة والكرم ، والسخاء والشرف ، والفخر والحسب ، والعزة والرفعة ، والمجد أيضاً الأخذ من الشرف والسؤدد ما يكفي ، هناك بحياتنا أشخاص كبراء ، يقول له أنت كبير ، الكبير يكبر ، ويكبر ، ويكبر ولا نرى كبره فيتضاءل أمامه كل عظيم ، وغير الكبير يصغر ، ويصغر ، ويصغر ولا نرى صغره فيتعاظم عليه كل حقير ، تشعر أحياناً إنسان كبير ، كبير بعلمه ، كبير بأخلاقه ، كبير بعفوه ، كبير بتسامحه ، كبير بعطائه .
وأنا أرى الإنسان ليس له سقف ، النبي عليه الصلاة والسلام إنسان واحد جاء إلى الدنيا وغادرها ، ونشر الهدى في الآفاق ، أين ما ذهبت ترى مسلمين لهم مسجدهم ، لهم أخلاقهم ، لهم مبادئهم ، لهم قيمهم ، بفضل هذا الإنسان الأول الذي اصطفاه الله هادياً للناس ورحمة للعالمين .
ما الذي يمنع أن تكون كبيراً ؟ ما الذي يمنع أن تكون رقماً صعباً ؟ ما الذي يمنع أن تحمل همّ أمتك ؟ ما الذي يمنع أن تكون في قلوب الخلق ؟ .
من ارتقى مقامه عند الله اتسعت دائرة اهتماماته : " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً " [النحل:120] كان أمة ، يوجد إنسان يأتي إلى الدنيا ويغادرها همّه الوحيد أن يأكل وأن يشرب وأن يسكن في بيت ، همومه صغيرة ، إذاً هو رقم تافه ، لا معنى له ، وهناك إنسان همّه كبير همّه الإنسانية ، وكلما علا همّ الإنسان اتسعت دائرة همومه ، وهناك إنسان همّه أسرته فقط ، إنسان همّه أسرته الكبيرة ، له ابن عم ، له ابن أخت ، يعانيان ما يعانيان ، يحمل هذا الهم ، وكلما ارتقى مقامك عند الله اتسعت دائرة همومك ، وكلما ارتقى مقامك عند الله اتسعت دائرة رؤيتك ، قل لي ما الذي يهمك أقل لك من أنت ، هل يهمك أمر المسلمين ؟ هل تتألم إن رأيت المسلمين في بعض أقطارهم يعانون ما يعانون ؟ قتل ، ونهب ، وقهر ، وإذلال ، وأنت ما عندك مشكلة معافى ، هل تقول ما لي وما لهم ؟ لا، يمتحنك الله أحياناً حينما تتطلع إلى مأساة يعاني منها المسلمون وأنت لا تتأثر ، كلما ارتقى مقامك عند الله اتسعت دائرة اهتمامك بل كلما ارتقى مقامك عند الله ازدادت مسؤوليتك عند الله .