عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضل قراءة سورة الفاتحة

بوابة الوفد الإلكترونية

كثرة قراءة القرآن من صفات المؤمنين وقال اهل العلم قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عبدالرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى  قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ أجبه حتى صليت، قال: فأتيته فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي قَالَ: ألم يقل الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ [الْأَنْفَالِ:24] ثُمَّ قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ  أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قبل أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ: نَعَمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُالشيخ: وهذا يدل على فضلها العظيم وأنها أعظم سورة في كتاب الله هذه الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله لما اشتملت عليه من المعاني العظيمة التي يرجع إليها جميع القرآن؛ ولهذا أخبر ﷺ أنها أعظم سورة في كتاب الله وأنها السبع المثاني والقرآن العظيم وهذا يدل على أنها أنزلت في مكة؛ لأن الحجر من السور المكية وفيها: وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر:87] وهذا يدل على عظم شأنها ومن تأملها وجد ذلك فإن فيها الثناء على الله وبيان صفاته العظيمة التي ترجع إليها جميع الصفات وبيان حقه على عباده وهو العبادة وإلى هذا ترجع جميع الآيات فإنها ترجع إلى الأوامر والنواهي وبيان حق الله وكله داخل في إِيَّاكَ نَعبدوَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]  ثم إرشاده سبحانه لعباده أن يطلبوه الهداية اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] وهذا أيضاً شأنه عظيم؛ لأن طلبهم الهداية من ربهم عز وجل سبب لقيامهم بحقه الذي خلقهم من أجله وهو عبادته سبحانه وتعالى، فهذه السورة هي أم القرآن وهي القرآن العظيم، وهي السبع المثاني وهي الشفاء والرقية فينبغي للمؤمن أن يتدبرها كثيرًا ومن رحمة الله أن شرعها لنا في اليوم والليلة سبعة عشرة مرة فرضًا في الفرائض الخمس مع ما يحصل من قراءتها في النوافل وفي غير ذلك، تذكيرًا لمعناها العظيم، وهكذا الالتزام بما دلت عليه من أن العبادة لله والاستعانة بالله وطلبه الهداية مع الثناء عليه والإيمان بأنه الرحمن الرحيم، وبأنه الإله الحق، وبأنه رب العالمين، وبأنه مالك يوم الدين، فاجتمع فيها كل شيء.
وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ وَعَلِي بْنِ الْمَدِينِيِّ، كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ بِهِ، وَرَوَاهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ من التفسير، وأبو داوود وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةَ بِهِ، وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عبدالرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَقَدْ وَقَعَ فِي الْمُوَطَّأِ  لِلْإِمَامِ مَالِكِ بْنِ أنس رحمه الله مَا يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رَوَاهُ مَالِكٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عبدالرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحُرَقِيِّ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى ابن عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَادَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ لَحِقَهُ قَالَ فَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ عَلَى يَدِي وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يخرج من باب المسجد ثم قال ﷺ:إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لا تَخْرُجَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَ سُورَةً مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي القرآن مثلها قال أُبَيَّ رضي الله عنه: فَجَعَلْتُ

أُبْطِئُ فِي الْمَشْيِ رَجَاءَ ذَلِكَ ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي؟ قَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ إِذَا افْتَتَحْتَ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هِيَ هَذِهِ السُّورَةُ وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ فَأَبُو سَعِيدٍ هَذَا لَيْسَ بِأَبِي سَعِيدِ بْنِ المعلى كما اعتقده ابن الأثير في جَامِعِ الْأُصُولِ وَمَنْ تَبِعَهُ فَإِنَّ ابْنَ الْمُعَلَّى صَحَابِيٌّ أَنْصَارِيٌّ وَهَذَا تَابِعِيٌّ مِنْ مَوَالِي خُزَاعَةَ، وذاك الحديث متصل صحيح، وهذا ظاهره أنه مُنْقَطِعٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ أَبُو سَعِيدٍ هَذَا مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ كَانَ قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ فَهُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
عَلَى أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عبدالرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عبدالرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ: يَا أُبَيُّ، فَالْتَفَتَ ثُمَّ لَمْ يُجِبْهُ، ثم قال: أبيّ، فخفف أبيّ ثُمَّ انْصَرَفْ إِلَى رَسُولٍ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيْ رَسُولَ الله قال: وعليك السلام مَا مَنَعَكَ أَيْ أُبَيُّ إِذْ دَعَوْتُكَ أَنْ تجيبني، قال: أي رسول الله إني كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ قَالَ: أَوَلَسْتَ تَجِدُ فِيمَا أوحى الله تعالى إلي اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَعُودُ. قال: أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل لَا فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْقرآن مِثْلُهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إني لأرجو أن لا أَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِي يُحَدِّثُنِي وَأَنَا أَتَبَطَّأُ مَخَافَةَ أَنْ يَبْلُغَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَدِيثَ، فَلِمَا دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي؟ قَالَ: مَا تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أُمَّ الْقُرْآنِ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه فَذَكَرَهُ وَعِنْدَهُ: إِنَّهَا مِنَ السَّبْعِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الَّذِي أُعْطِيتُهُ.