رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السنوسى محمد السنوسي يكتب قبل مجىء النور

بوابة الوفد الإلكترونية

إذا كانت الأشياء تتميز بضدها، والعلاج نقدّر قيمته حينما نئن من شدة المرض، والشمس نعرف أهميتها حينما تشرق علينا بعد طول الليل وشدة ظلامه.. فإننا لكى نعرف قيمة «الأنوار النبوية» وما أحدثته فى مجرى التاريخ من حيوية وتدفق، وفى حياة الإنسانية من تغير ورقى.. لكى نعرف ذلك، علينا أن نطالع صفحات كتاب البشرية قبل مجيء النور، ونتأمل أحوال العالم قبل أن تشرق عليهم شمس الحقيقة.

لقد كانت العالم، فى خريطته الكبرى، تتنازعه قوتان غاشمتان:  الفرس والروم، الحرب بينهما سجال.. وهما فى أحوالهما الداخلية على ضلال فى الفكر والعقيدة، واستعباد فى الاجتماع والطبقات.. وأما العالم فى خريطته الصغرى، أى فى جزيرة العرب، فلم يكن أقل سوءًا من ذلك وإن فقد مظاهر الترف والخيلاء التى صبغت هاتين الحضارتين، نظرًا لحياة البداوة التى غلبت على بلاد العرب.

والقاسم المشترك بين العالم، حينئذ، انحراف العقيدة بعبادة الأوثان، وانحراف السلوك بالظلم الاجتماعى من خلال النظام الطبقى الذى لا يقيم للناس وزنًا إلا بما يملكون من مال،

وما يحوزون من جاه.

وقد عبَّر عن حال العالم، قبل مجيء النور وبعده، جعفر بن أبى طالب حين قال للنجاشى، ملك الحبشة، وقد أرسلت إليه قريش من ينتزعون منه المسلمين الذين هاجروا إلى بلاده:

«أيها الملك؛ إنا كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف؛ فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه...».

فهكذا كان حال العرب، والعالم، قبل مجيء النور النبوي.. أما كيف تبدل الحال، وتغيرت المفاهيم والسلوكيات، وارتقت الأفكار والأفعال.. وكما أوضح جعفر بن أبى طالب فى بقية كلامه.. فهذا نعرفه فى المقال القادم.