رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على الفرق بين الطاعة والعبادة

يسأل الكثير من الناس عن الفرق بين الطاعة والعبادة فأجاب الشيخ ابن الباز رحمه الله وقال 

وأما ما يتعلق بالطاعة والعبادة والفرق بينهما فهذا موضوع قد وقع في كثير من الناس في بلدان كثيرة، وتنازع فيه في بعض الناس، وغلطوا فيه، وقد وقع شيء من هذا بين بعض أهل العلم في الهند وباكستان جهل بعضهم ما يتعلق بالطاعة وتفاصيلها، وقد سمعتم من الشيخين شيئًا مما يبين الأمر، وأن الطاعة أمرها أوسع، الطاعة تكون لله ولرسوله، ولولاة الأمور تكون للوالدين تكون للزوج تكون للأقارب تكون للمصلحين إلى غير ذلك.

الطاعة أمرها واسع، والعبادة حق الله وحده ، فالعبادة هي امتثال أوامر الله وترك نواهيه سبحانه عن إخلاص له وعن محبة له وعن تعظيم وعن رغبة ورهبة هكذا تكون العبادة، العبادة تنشأ عن حب الله جل وعلا، الحب الكامل وعن رغبة ثوابه والحذر من عقابه في طاعة أوامره وترك نواهيه، هذه يقال لها: العبادة يعبد الله معتقدًا أن هذا المعبود مستحق العبادة، وأن الله سبحانه هو المستحق لها، فيمتثل أوامر الله من صلاة وصوم وغير ذلك يرجو ثوابه ويخشى عقابه ويحبه من كل قلبه، وهكذا يترك محارمه عن محبه له وعن رغبة في ثوابه والحذر من عقابه ، ولهذا قال : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] يعني: إلا ليوحدوه سبحانه ويخصوه بالعبادة عن محبة وعن رغبة وعن رهبة عن حب له  لأنه منعم محسن ، وعن رغبة بما عنده من الثواب، وعن رهبة مما عنده من العقاب.

أما الطاعة فهي أقسام، فمن أطاع الله  يرجو ثوابه ويخشى عقابه ويؤمن بأنه المستحق للعبادة فطاعته له عبادة إذا صلى وصام وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وذكر الله وأطاع والديه، كل ذلك لأجل أن الله أمر بهذا، وهو يرجو بهذا فضل الله، ويعبد الله بهذا الأمر ويطيع ولي الأمر ويطيع الرسول ويطيع الوالدين ويطيع الناصحين لأن الله أمر بهذا، فهذا عبادة لله وحده طاعته لهؤلاء عبادة طاعته لولاة الأمور طاعته للرسول ﷺ طاعة لله وعبادة لله مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80].

وطاعة ولاة الأمور بالمعروف طاعة لله وعبادة لله؛ لأنه فعلها يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ويؤمن بأنه المستحق لأن يعبد ، وهكذا طاعته للوالدين بالمعروف، طاعته للمصلحين بالمعروف، طاعته للناصحين بالمعروف، كل هذا في الحقيقة عبادة لله لأن الله أمره بهذا، فأما إذا امتثل الأوامر لا لله بل رياء وسمعة ما صارت عبادة، لو أنه أطاع الله لكن لم يقصد به وجه الله ولا أراد التقرب إليه ولكنه أراد بهذه الطاعة الرياء صلى رياء أو ذكر الله رياء أو أمر بالمعروف رياء أو نهى عن المنكر رياء أو أطاع ولاة الأمور لا لأنه مأمور بطاعتهم بل أطاعهم لمقاصد أخرى ورغبة أخرى لمال أو لخوف منهم ما صارت عبادة لله .

وهكذا طاعته للوالدين إذا أطاع والديه لله يرجو ثوابه صارت عبادة لله، وإن أطاعهم لا لذلك

بل لأنهم والداه صار أمرًا مطلوبًا بينًا، لكن لا يكون عبادة لله؛ لأنه أطاعهم بحكم الطبيعة، وبحكم المحبة لهم، والإحسان إليهم، ولأن الله أمره بهذا، فتكون في نفسها زائدة وطاعة في محلها، لكن ما تكون عبادة لله؛ لأنه ما قصد بها وجه الله، ولا أراده بها وجه الله .

وهكذا طاعته لزيد أو عمرو في بيع أو شراء أو بناء بيت أو إعطاء فلان إذا أطاعه لله بل أطاعه لأنه رأى في هذا المصلحة فهذه أمور جائزة بين الناس، وهكذا لو أطاع ولاة الأمور وهم كفار لأمر جائز لا لأنهم يحللون ويحرمون كما جاء في حديث عدي، بل أطاعهم لأنه يرى المصلحة في ذلك يرى المصلحة في طاعتهم وإن كانوا كفارًا كأن أمروه بأن يسلك الطريق الفلاني ....... المصلحة، السيارات تروح من هذه الطريق والسيارات ترجع من هذا الطريق تنظم الطرق وأمروهم فعلى الناس أن يلتزموا بهذه الأمور التي فيها مصالحهم، وليست هذه عبادة لهذا الأمير أو لولي الشرطة أو لفلان لا، هذه أمور مباحة فيها مصالح الأمة فيها مصالح الرعية، فإذا فعلوها لأن فيها المصلحة فليست عبادة للدولة، وليست عبادة لمدير الشرطة، وليست عبادة لقلم المرور، بل هي أمور مباحة فيها مصالح العباد، وهكذا لو ضربوا ضريبة وهم كفار دولة كافرة أو مسلمة جعلت ضريبة على الإنسان في بيته في دكانه في مزرعته ضريبة يؤديها كل سنة أو كل شهر وألزموه بها يؤديها ليس عبادة ولكن لأجل دفع شرهم أو لأنه رأى المصلحة في نقلها إليهم يعينهم على مشاريعهم الطيبة فليست عبادة لهم، فإن فعلها لله ليعينهم على الخير صارت عبادة لله، وإن دفعها لهم ليعينهم على المصلحة العامة لا لله بل للمصلحة العامة وليس يعبد الله بهذا الشيء ولكن للمصلحة العامة أو خوفًا من شرهم فليست هذه عبادة لهم، بل هذه أمور عادية ليس فيها تعلق بالعبادة وليست عبادة.