عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل هناك دليل على أن الجن يدخلون جسد الإنس

بوابة الوفد الإلكترونية

يسأل الكثير من الناس عن أن الدليل على أن الجن يدخلون جسد الإنس فأجاب الشيخ ابن العثيمين رحمه الله وقال نعم هناك دليل من الكتاب والسنة، أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ‏}‏ قال ابن كثير رحمه الله‏:‏ ‏"‏لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له‏"‏‏.‏

 

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم‏ إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم‏.‏

 

وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة‏:‏ ‏"‏إنهم أي أهل السنة يقولون ‏:‏ إن الجني يدخل في بدن المصروع‏"‏‏.‏ واستدل بالآية السابقة‏.‏

 

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد‏:‏ ‏"‏قلت لأبي‏:‏ إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال‏:‏ يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه‏"‏‏.‏

 

وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏(‏اخرج عدو الله، اخرج عدو الله‏)‏، وفي بعض ألفاظه‏:‏ ‏(‏اخرج عدو الله أنا رسول الله‏)‏‏.‏ فبرأ الصبي‏.‏

 

فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلا من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك‏.‏

 

وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ‏}‏.‏

 

والجن عالم غيبي خلقوا من نار، وكان خلقهم قبل خلق الإنس، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَآنَّ

خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ‏}‏ وهم مكلفون، يوجه إليهم أمر الله تعالى ونهيه، فمنهم المؤمن، ومنهم الكافر، ومنهم المطيع، ومنهم العاصي، قال الله تعالى عنهم‏:‏ ‏{‏وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا‏}‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا‏}‏.‏ أي جماعات متفرقة وأهواء، كما يكون ذلك في الإنس، فالكافر منهم يدخل النار بالإجماع، والمؤمن يدخل الجنة كالإنس، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ‏}‏ ‏.‏ والظلم بينهم وبين الإنس محرم، كما هو بين الآدميين‏.‏ لقوله تعالى في الحديث القدسي‏:‏‏(‏يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا‏)‏ ‏.‏ رواه مسلم، ومع هذا فإنهم يعتدون على الإنس أحيانا، كما يعتدي الإنس عليهم أحياناً، فمن عدوان الإنس عليهم أن يستجمر الإنسان بعظم أو روث، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن الجن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الزاد فقال‏:‏ ‏(‏لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه، يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم‏)‏‏.‏