رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على اسم الله الودود

اسم الله الودود
اسم الله الودود

الودود من ضمن اسمائه الحسنى والاسماء الحسنى هي الأسماء والصفات التي أطلقها الله -عزّ وجلّ- على نفسه وأمر عباده بأن يدعوه بها، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[١]، وإن لمعرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها فوائد عظيمة فهي تُعتبر من الأشياء التي تقرّب العبد من الله -تعالى-، بل إنّ من أحد أسباب إجابة الدعاء هي أن يدعو العبد ربه بأحد أسمائه وصفاته، وقد أحصى أهل العلم تسعًا وتسعين إسمًا لله -جلّ وعلا- مذكورة في القرآن الكريم، وسيأتي هذا المقال على ذكر معنى اسم الله الودود.

 

والودود اسمٌ من أسماء الله الحسنى الذي ذكره -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه في سورة هود بقوله: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} وجاء أيضًا في سورة البروج فقد قال -تعالى- {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}، فقد اقترن اسم الله الودود مع الرحمة والمغفرة، وفي بيان معنى اسم الله الودود جاء في معجم لسان العرب أنّ الودود لغةً هو اسم مُشتقٌ من الفعل ودّ والود هو الحب، والودود هو المحب إذا كانت بموضع اسم الفاعل وهي المحبوب إذا جاءت في موضع اسم المفعول، فالله -جلّ وعلا- هو الودود المحب لعباده الرؤوف بهم وهو محبوبهم، فالأنبياء والرسل ومن تبعهم وآمن بهم يحبّهم الله وفي الوقت ذاته هو أحبّ إليهم من كلّ شيء، فقلوبهم لا يملؤها إلّا محبته وألسنتهم لا تملّ من ذكره وشكره والثناء عليه، والله الودود يحبّ المؤمنين الصالحين محبّةً خاصة ويقرّبهم ويهديهم إلى سُبل النجاة ويرضى عنهم ويتقبّل أعمالهم، ومن صور حبّ الله -سبحانه وتعالى- لعباده ورحمته بهم أنّه كان كلّما انتشر الفساد بين الناس وابتعدوا عن الدّين الحق أرسل لهم نبيًّا يدعوهم ويرشدهم ويعلمهم أمور دينهم، ولا يقتصر

اسم الله الودود على البشر فحسب، بل إنّ الله مُحبٌّ ذو إحسانٍ عظيم لجميع مخلوقاته الذين أنعم عليهم بالنعم الكثيرة التي لا تعدّ ولا تُحصى.

 

وإنّ لمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا أهميّةً كبيرةً، فهي تُعتبر من طرق معرفة الله وتدعو لمحبّته وخشيته وإخلاص العمل له، وقدّ حثّ الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- على حفظ وإحصاء الأسماء الحسنى بقوله: "إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ"، لكنّ حفظ وإحصاء أسماء الله الحسنى وحده ليس سببًا من أسباب دخول الجنة، فإنّ مقصد الحديث الشريف هو الإحاطة بها لفظًا ومعنى ودعاء الله -تعالى- بها، لأنّه لو حفظ المرء أسماء الله وأحصاها وهو يفعل الكبائر ولم يتب منها ومات على ذلك فإنّه يدخل النار إلّا إذا رحمه الله وغفر له، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}، أي أنّه -جلّ وعلا- ربط دخول الجنّة دخولًا كريمًا باجتناب الكبائر، ولكنّ حفظ الأسماء الحسنى والدعاء بها يقرّب العبد من ربه ويجعله في يقينٍ من أنّ الله الغفور الودود الرحيم يغفر الذنوب جميعًا إذا استفغره ودعاه وتضرّع إليه.