من الغيبيات الخمسة نزول الغيث
الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، قال الشيخ ابن العثيمين، رحمه الله، قال تعالى{وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}، وهنا لم يقل: يعلم نزول الغيث، بل قال: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}، وإذا كان تنزيل الغيث ليس لأحد سوى الله، فعلم نزوله ليس لأحد سوى الله ـ عز وجل.
ولكن قد يقول قائل: ما الحكمة في أن الله ـ عز وجل ـ قال في الساعة: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}، وفي الغيث قال: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}، دون أن يقول: ويعلم نزول الغيث؟ مع أن عدم العلم بنزول الغيث مستفاد من كون الذي ينزل الغيث هو الله وحده، فإذا كان الذي ينزل الغيث هو الله وحده لزم من ذلك أنه لا يعلم أحد نزول الغيث إلا من ينزله؟
لكن الحكمة، والله أعلم، أن الذي ينفع الناس ويستفيد الناس منه ويلمسونه بأيديهم هو الغيث، وهو الذي يكون مفتاحًا لحياة الأرض.
إذًا لا يعلم متى ينزل المطر إلا الله، لأن الذي ينزل المطر والغيث هو الله.
لكن يرد علينا أننا نسمع في الإذاعات، يقولون: سينزل غدًا مطر في جهات معينة، فهل هذا ينافي أن علم نزول الغيث خاص بالله؟
الجواب: أن هذا يشكل على كثير من الناس، فيظن أن هذه التوقعات ـ التي تذاع في الإذاعات ـ يظن أنها تعارض قول الله ـ تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}، والحقيقة أنها لا تعارض ذلك، لأن علمهم بهذا علم مستند إلى محسوس لا إلى غيب، وهذا المحسوس هو أن الله ـ عز وجل ـ حكيم، كل شيء يقع له سبب، فالأشياء مربوطة بأسبابها، فقد تكون الأسباب معلومة لكل أحد، وقد تكون معلومة لبعض الناس، وقد تكون غير معلومة لأحد، فإننا