رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على حكم من يدعو على نفسه بالموت‏

بوابة الوفد الإلكترونية

يسأل الكثير من الناس على حكم من يدعو على نفسه بالموت‏ فأجاب الشيخ ابن العثيمين رحمه الله وقال إن دعاء الإنسان على نفسه بالموت حرام ولا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ‏(‏لا يتمنين أحدكم الموت لضرَّ نزل به‏)‏‏.‏ فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب وأن يسأل الله الهداية والثبات، وإذا كان مصاباً بضر فليسأل الله العافية فإن الأمر كله لله‏.‏ 

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه أبو داود بإسناد صحيح.

 

اعتاد بعض النّاس كلّما غضبوا أن يقوموا بالدّعاء على أنفسهم أو على أولادهم أو على خدمهم أو على أموالهم، فكان التّوجيه النّبوي الكريم بالنّهي عن ذلك، حيث قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم لأمّته: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم)؛ لأن ما يحصل من الإنسان عند الغضب تجده يندم عليه بعد ذلك، يقول عطاء بن أبي رباح رحمه الله:"ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم، فتهدم عمر خمسين سنة أو ستّين سنة أو سبعين سنة، ورُبّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله"، فالحذر الحذر من الدّعاء على النّفس أو الولد أو الخدم أو المال؛ امتثالا لنهي النّبيّ صلّى الله

عليه وسلّم عن ذلك، وتجنّبا للنّدم الذي سيصيبه بعد ذلك.

 

(لا توافقوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) علّة للنهي أي: لئلا توافقوا وتُصَادِفُوا ساعة إِجابة وَنَيْل فَتُسْتجاب دَعوتُكُم السُّوء على أنفسكم أو أولادكم أو خدمكم أو أموالكم.

 

إن من يدعو بالسُّوء على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه لا يريد ذلك ولا يقصده غالبًا، ولهذا يقول الله تعالى: {وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّر دُعاءَه بِالخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} (الإسراء: 11)، ويقول عزّ وجلّ: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (يونس: 11)، أي أنّه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، لأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم -والحالة هذه- لطفًا ورحمة، ولو استجاب لهم كلّ ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، وفوق ذلك يتكرم الله عليهم بالاستجابة لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنّماء.