عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القصاص فيه حياة للناس

بوابة الوفد الإلكترونية

شرع الله لنا  الحدود من اجل حماية المجتمع وقال سبحانه: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179]؛ قال أبو العالية: جعل الله القصاص حياةً؛ فكم مِن رجل يريد أن يَقتل فتمنعه مخافةَ أن يُقتل؛ (تفسير ابن كثير جـ2 صـ166).

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: وفي شرع القصاص لكم - وهو قتل القاتل - حكمة عظيمة لكم، وهي بقاء المُهَج وصونها؛ لأنه إذا علم القاتل أنه يُقتل انكفَّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النفوس، وفي الكتب المتقدمة: القتْلُ أنفى للقتل؛ فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح وأبلغ وأوجز؛ (تفسير ابن كثير جـ2 صـ166).

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179]؛ يقول: يا أولي العقول والأفهام والنُّهى، لعلكم تنزجرون فتتركون محارم الله ومآثمه، والتقوى: اسمٌ جامعٌ لفعل الطاعات، وترك المنكرات؛ (تفسير ابن كثير جـ2 صـ166).

 

روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة))؛ (البخاري حديث: 6878، مسلم حديث: 1676).

 

قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: هذه الثلاث خصال هي حقُّ الإسلام التي يستباح بها دم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والقتل بكل واحدة من هذه الخصال الثلاث متفَقٌ عليه بين المسلمين؛ (جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي صـ134).

 

روى الترمذي عن نافع، قال: نظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمةً عند الله منك! (حديث حسن صحيح؛

صحيح الترمذي، للألباني حديث:1655).

 

الكعبة هي بيت الله الحرام، لها شرف وقدر عظيم عند الله تعالى، ولكن المؤمن أعظم حرمةً عند الله من الكعبة التي هي قبلة المسلمين، فعلى المسلم أن يخاف على أخيه المسلم من الوقوع في المعاصي، فإذا وقع مسلمٌ في معصية، وجب على أخيه أن يستر عليه، وينصحه سرًّا.

 

وذكر الله سبحانه وتعالى صفات عباد الرحمن فى سورة الفرقان وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)".