عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرمة سفك الدماء

بوابة الوفد الإلكترونية

شرع الله لنا العبادات والطاعات وحب الينا المحبة والتراحم والتسامح والبعد عن الكراهية والشحن والقتل وسفك الدماء وذكر القرآن: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَأباً عَظِيماً [النساء:93]، وقال النبي : { اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله… } [متفق عليه].

 

وقال سبحانه: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]؛ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: من قتل نبيًّا، أو إمام عدل؛ فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شد عضد أحد فكأنما أحيا الناس جميعًا؛ (تفسير الطبري جـ10صـ233).

 

وقال مجاهدٌ رحمه الله: من قتل نفسًا محرَّمةً يَصلَى النَّار بقتلها، كما يصلاها لو قتل الناسَ جميعًا، ومن أحياها؛ أي: من سلم مِن قتلِها، فكأنما سلم من قتل الناس جميعًا؛ (تفسير البغوي جـ3 صـ46).

 

قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: جعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغةً في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيمًا لشأنه؛ أي: كما أن قتل جميع الناس أمرٌ عظيم القبح عند كل أحد، فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك، فالمراد مشاركتهما في أصل الاستعظام لا في قَدْره؛ إذ تشبيه أحد النظيرين بالآخر لا يقتضي مساواتهما من كل الوجوه، وأيضًا فالناس لو علموا من إنسان أنه يريد قتلهم جدوا في دفعه وقتله، فكذا يلزمهم إذا علموا من إنسان أنه يريد قتل آخر ظلمًا أن يجدوا في دفعه، فمَن قتل إنسانًا ظلمًا، فكأنما قتل جميع الناس بهذا الاعتبار؛ (الزواجر، لابن حجر الهيتمي

جـ2 صـ194).

 

وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ [الإسراء: 33]، وهذا مما نصَّ تبارك وتعالى على النهي عنه تأكيدًا، وإلا فهو داخل في النهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ (تفسير ابن كثير جـ6صـ212).

 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]؛ أي: هذا ما وصاكم به لعلكم تعقلون عنه أمره ونهيه؛ (تفسير ابن كثير جـ6 صـ215).

 

وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا الْمَوْؤودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾ [التكوير: 8، 9]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: الموؤودة: هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات، فيوم القيامة تسأل الموؤودة على أي ذنب قتلت؟ ليكون ذلك تهديدًا لقاتلها، فإذا سئل المظلوم، فما ظن الظالم إذًا؟! (تفسير ابن كثير جـ1صـ263).