عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فقد خاب من تعلق بالأسباب وأفلح من تعلق برب الأرباب

خاب من تعلق بالأسباب،
خاب من تعلق بالأسباب، وأفلح من تعلق برب الأرباب

النجاة فى التعلق بالله فقد خاب من تعلق بالأسباب، وأفلح من تعلق برب الأرباب وقال تعالى في سورة القمر بعدما أغرق الأرض بمن فيها انتصارًا لنوح عليه السلام:وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ والدسر هي المسامير.

 

ولكن لماذا لم يقل الله سبحانه وحملناه على سفينة، لماذا اختار سبحانه لفظ (ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ)؟
لأن الله سبحانه يريد أن يبين لنا ضعف مكونات تلك السفينة أمام الأمواج المتلاطمة حتى نعلم يقينا أن هذه الألواح والمسامير مجرد سبب ولولا حفظ الله لهم لما صبرت هذه السفينة على مواجهة موج كالجبال لذا أكد الله على ذلك بالآية التي بعدها حيث قال سبحانه:تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا.

 

لا إيمان إلا بتعلق، ولا عبودية إلا بتعلق، ولا إسلام إلا بتعلق؛ فمدار الدين على تعلق القلب برب العالمين من جهة ربوبيته وإحاطته وحفظه وإمداده ورزقه، ومن جهة إلوهيته وحبه وعبادته؛ فقلب المؤمن معلق بربه مهما باشرت يده تقليب الأسباب.

 

هذا، وإن التعلق انجذاب وافتقار واحتياج ولزوم، كتعلق الجنين بحبل أمه السري، فهو لا ينفك عنه لحظة، فغذاؤه ودواؤه وحاجات جسده كلها عن طريقه بإذن الله، فالقلب إذا تعلق بربه فخضع وخشع واعترف وتوكل وافتقر واغتنى فقد قام بعبودية التعلق بربه، وعلى قدر

تعلقه بالمخلوقين وانجذابه واحتياجه إليهم يكون نقص تعلقه بربه سبحانه. والمؤمن يعلم أن الملك ملك الله، والخلق خلقه، والعبيد عبيده، فهو لا ينفك عن تعلقه بمن هذا شأنه سبحانه وبحمده.

 

 والمؤمن الموفق يعلم أن الله خلقه لعبادته، وأن زبدة رسالة المرسلين هي تحقيق التوحيد وتجريد العبودية لله وحده لا شريك له «ولما بعث صلوات الله وسلامه عليه صار يقول للناس: «قولوا لا إله إلا الله»[1]، فكان هذا هو أول ما أمرهم به، ومعنى لا إله إلا الله، أن يكون التأله - الذي هو حب القلب وخوفه ورجاؤه - لله وحده، فلا يكون القلب متعلقاً بغير الله، وكل شيء تتعلق به القلوب من غير الله يجب أن يُبطَل وأن ينصرف عنه، فليس لأحد من الخلق من الألوهية شيء.