عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التجرد والإنصاف مذهب أهل الحق

بوابة الوفد الإلكترونية

 التجرد والإنصاف مذهب أهل الحق، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "فإذا أردت الإطلاع على كنه المعنى هل هو حق، أو باطل فجرده من لباس العبارة، وجرد قلبك عن النفرة والميل، ثم اعط النظر حقه ناظرًا بعين الإنصاف، ولا تكن ممن ينظر في مقالة أصحابه ومن يحسن ظنه به نظرًا تامًا بكل قلبه، ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ، والناظر بعين المحبة عكسه، وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق، وقد قيل: "وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا"، مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1 / 141).

 

 كان نصيب الخلفاء الراشدين من تلك الصفات القمة والحظ الأعلى، ومن أطلع على تاريخهم عرف ذلك، فهذا الخليفة الصديق صاحب النبي "صلى الله عليه وسلم"، كان من أشد الناس شفقة ورحمة بالمخالفين له، وفي غاية التسامح مع كل من أساء إليه يبادر بالعفو إذا ذُكّر به مهما كان الحال.
 وقصته مع مسطح خير دلالة

على ذلك، فإنه حين غضب عليه لمشاركته مع أصحاب الإفك وكان ينفق عليه آلى على نفسه ألا يُنفق عليه بعدها، فلما أنزل الله تعالى: "وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"- [النور:22] فرجع ينفق عليه حبًا في مغفرة الله.
 ومواقف أخرى عدة، كلها تدل على تأصل هذه الصفة في نفسه، ومثل موقفه حين تشاجر مع عمر، واشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم على عمر وأحمر وجهه، وأخذ يعاتبه حتى أشفق أبو بكر على عمر وهدّأ من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم شفقة بعمر رضي الله عنهما.