عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسارعة فى الخيرات

بوابة الوفد الإلكترونية

المسارعة فى الخيرات من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى و إن البحث عن سبل الطاعة والمسارعة لفعلها هو شغل المسلم في هذه الدنيا، ويجب أن يكون البحث عن القربات والحسنات بوصلة يومية للحركة في إطارها.

قال الله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة:148]، وفي تفسير الآية الكريمة قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "من سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجة، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة وصيام وزكوات وحج وعمرة وجهاد ونفع متعد وقاصر".

وفي السنة النبوية مثال ومنهاج لكل مسلم حتى يقتدي به ويسير على أثره،  فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم اليوم صائمًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا . قال فمن تبع منكم اليومَ جنازةً ؟ قال أبو بكرٍ : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا . قال : فمن عاد منكم اليومَ مريضًا ؟ قال أبو بكرٍ : أنا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : ما اجتمَعْنَ في امرئٍ إلا دخل الجنَّةَ»  [مسلم:1028].

وفي الحديث النبوي إشارة إلى المسارعة بفعل العمل الصالح فسيدنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه دائم البحث بصفة يومية عن أفعال الخير والقربات لله تعالى، واغتنام الوقت هو الآلية للمسارعة بالعمل الصالح، وفيه أيضا فضيلة الجمع بين الأعمال الصالحة من صيام التطوع، وتتبع الجنازة وإطعام المساكين وعيادة المريض، وأن الجمع بين هذه الأعمال سبب لدخول الجنة، والفلاح لمن يحرص على متابعة هذا السعي الدؤوب،  وهذه المنهجية بالمسارعة لفعل العبادات كانت دأب الصحابة جميعهم رضي الله تعالى عنهم.

قال الإمام بن كثير رحمه الله تعالى: "من سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير، كان في الآخرة من السابقين

إلى الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان" (تفسير ابن كثير).

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "الجنَّة درجات، متفاضلة تفاضلاً عظيماً، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات: بحسب إيمانهم، وتقواهم" .

وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى: ""ما أصدق ما رواه الشافعي رحمه الله تعالى في أسس التربية هذه الكلمة الرائعة: "وإذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل". وهذا صحيح؛ فإن النفس لا تهدأ، إذا لم تَدُرْ في حركة سريعة من مشروعات الخير والجهاد والإنتاج المنظم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة، وأن تلفها في دوامة من الترهات والمهازل".

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "إِنَّ الأَوْقَاتِ وَالسَّاعَاتِ كَرَأْسِ الْمَالِ لِلتَّاجِرِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّجِرَ فِيمَا يَرْبَحُ فِيهِ وَكُلَّمَا كَانَ رَأْسُ مَالِهِ كَثِيرًا كَانَ الرِّبْحُ أَكْثَرَ، فَمَنْ اِنْتَفَعَ مِنْ عُمُرِهِ بِأَنْ حَسُنَ عَمَلُهُ فَقَدْ فَازَ وَأَفْلَحَ، وَمَنْ أَضَاعَ رَأْسَ مَالِهِ لَمْ يَرْبَحْ وَخَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا".

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله تعالى وبالله تعالى فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته".