رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحريم قتل النفس البشرية في القرآن والسنة

بوابة الوفد الإلكترونية

الإسلام دين العدل والاعتدال، دين السلم والمسالمة، دين المحبة والتقوى، والشريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من أي اعتداء، وتكفل عزته وكرامته.

جعل الإسلام للنفس الإنسانية مكانة محترمة، فمدح في كتابه الكريم إحياء النفس وذم قتلها فقال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]
لقد كثر في الآونة الأخيرة وعلى بعض القنوات الفضائية ظهور عدد من المتحدثين يفتون بقتل الناس وتعذيبهم والتنكيل بالجثث والترهيب أيضا، باعتبار أن قتل الإنسان جريمة كبرى لا يرضاها الله تعالى، ولا يرضاها الأنبياء ولا سُمح بها بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله (سلام الله عليهم أجمعين).
لذا نطلب من كافة الناس اتباع الشرائع السماوية بألا يتقاتلوا ولا يعينوا قاتلا، ولا يشتركوا في قتل أحد من البشر مهما كان دينه أو طائفته، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان، كما جاء في الكتاب العزيز: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة ـ الآية 2]
ومن هذا المنطلق سنعرض بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحرم قتل الإنسان والتنكيل والتعذيب..
قال الله تعالى في كتابه الكريم (القرآن):
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة المائدة ـ الآية 33]
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [سورة النساء ـ الآية 93]
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [سورة الفرقان ـ الآية 68]
(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) [سورة الإسراء ـ الآية 33]
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة النحل ـ الآية 90]
تحريم قتل النفس في الأحاديث النبوية الشريفة:
حسب المصادر السنية:
_ عن أبي سعيد وأبي هريرة، عن رسول الله (ص) قال: (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا

في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) رواه الترمذي.
_ عن أبي سعيد عن رسول الله قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار وبمن جعل مع الله إلها آخر وبمن قتل نفسا بغير نفس فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم) رواه أحمد والبزار والطبراني.
– عن البراء بن عازب عن رسول الله (ص): (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) رواه ابن ماجه بإسناد حسن، ورواه البيهقي والأصبهاني وزاد فيه: (ولو أن أهل سمواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار).
_ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن الرسول (ص) قال: (من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيها خالدا مخلدا أبدا، ومن تحسَّى سُمّا نفسه فسُمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
– عن عبدالله ابن عمرو عن رسول الله (ص) قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي، (من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما) (من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).
– روى النسائي والبيهقي من حديث بريدة عن الرسول (ص) قال: (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).
عن معاوية عن رسول الله (ص) قال: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الإسناد، ورواه أبو داود وابن حبان من حديث أبي الدرداء.