عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جبروت حماتى

سيدة حزينه
سيدة حزينه

لم تكن تتخيل «هدير»، صاحبة الــ28 عاماً، أن تتحول حياتها فى يوم من الأيام إلى جحيم لا يطاق، وأن يكون البطل فى سيناريو مأساتها وإذلالها هو حماتها التى أجبرت ابنها (الزوج) على طردها من منزل الزوجية هى وطفليها دون شفقة أو رحمة، وكأنهم أعداؤه وليسوا أبناءه، لم يخطر فى بال الزوجة المسكينة التى كثيراً ما كانت تحلم بفارس أحلام يكون سنداً ومعيناً لها ومظلة للحياة، أنهما سيتحولان لخصمين داخل أروقة المحاكم، تبحث عن حقها منه ونفقة أطفاله.
 

جالسة على كرسى داخل قاعة محكمة الأسرة.. واضعة يديها على خديها وعينها مليئة بالدموع والحسرة، شاردة فى ذكرياتها، تتألم مما حدث لها.. وتحمل بين ذراعيها حافظة أوراق هى كل ما تبقى لها من الزيجة التعيسة.. وإذا بصوت حاجب المحكمة الجهور ينادى «محكمة» سريعاً لملمت الزوجة المكلومة أوراقها، وتقدمت ناحية منصة المحكمة، وبدأت سرد مأساة حياتها قائلةً: سيدى القاضى، 6سنوات هى عمر زواجى ذوقت خلالها كل أنواع العذاب والقهر الذى لا يطاق، تحملت كل ذلك من أجل الحفاظ على عش الزوجية، وأن ينشأ أطفالى الصغار فى جو أسرى وحنان والدهم، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن تدخلت حماتى فى حياتى وجعلتها جحيماً.
 

وتابعت: تعرفت على زوجى عن طريق أحد أقاربنا الذى كان سبباً فى إتمام الزواج، وأثناء أحد لقاءات التعارف أفصح لى برغبته فى الارتباط بى، وتقدم بعدها لخطبتى، ووافقت أسرتى عليه تحقيقاً لرغبتى، مرت فترة الخطوبة التى لم تستغرق طويلاً، حتى انتهى من إعداد وتجهيز مسكن الزوجية، الكل كان يحسدنى على هذا الزوج الوسيم الأنيق الذى كان يعمل محاسباً فى إحدى الشركات بمرتب مرموق، فى بداية زواجنا، كانت حياتنا مستقرة، كل منا لا يستطيع الاستغناء عن الآخر، وازدادت سعادتنا وفرحتنا بقدوم أول مولود (أحمد).
 

واستكملت: استمرت حياتنا فى سعادة واستقرار، وزرقت بعدها بمولودة ثانية أسميتها (جينا)، كل منا أنا وزوجى يسعى لإسعاد الآخر، الزوج يجتهد فى العمل وتحسين الدخل وتوفير متطلبات أسرته، وأنا بدورى أقوم بواجباتى المنزلية ومراعاة طفلى الصغيرين، أتحمل كل شىء من أجلهما، حتى بدأت حماتى تتدخل فى كل تفاصيل حياتى، وترغب أن تجعلنى مجرد خادمة فى البيت، منهما لله حماتى وبنتها، هما سبب خراب بيتى، زوجى طيب يحبنى ويخاف علىّ من أى شىء، ولم أكن محتاجة لأى شىء بفضله.
 

وأضافت الزوجة خلال شكواها: منذ عام تقريباً تم طلاق شقيقة زوجى، واستقرت فى منزل العائلة، ومن هنا زادت حدة الخلافات والتعاسة، يئست من الحياة، كنت فى حيرة، كيف لى أن أواجه مكر حماتى وغيرة ابنتها التى كانت تسعى لخراب بيتى.. حماتى وشقيقة زوجى المطلقة

كانتا تريدان بكل السبل افتعال الأزمات والمشاكل للوقيعة بينى وبين زوجى، والوشاية الكاذبة، حتى وصل بهما الأمر للتنصت علىّ والتجسس ومراقبتى داخل شقتى، وإجبارى على القيام بأعمال المنزل بالكامل، كنت أتحمل على أمل أن ينصلح الحال، وتكف حماتى وابنتها عنى.. كلما نويت الرحيل عن جبروتهما.. كنت أتراجع فى قرارى حين أنظر إلى طفلىّ وأسأل نفسى بأى ذنب يتربى طفلاى فى تشرد بعيداً عن حضن والدهما؟
 

واصلت الزوجة المكلومة سرد مأساتها: زوجى فى البداية كان يقف بجانبى يهون علىّ مرارة معاملة أمه لى، ولا أبالى لهذا الأمر والسباب، فهو أمر مؤقت وسوف ينتهى ونبتعد عنهما فى مسكن آخر، ولكن كل المصائب والافتعالات كانت من صنع حماتى وبنتها دائماً، تتعاملان معى بقسوة شديدة ومع الأولاد بمجرد أن يخرج زوجى للعمل، وأقنعت زوجى بأننى سيئة، وبدأت معاملته لى تتغير للأسوأ لتكتمل المأساة بكل أركانها من زوجى وأمه وشقيقته المطلقة.
 

تركت لهم المنزل وحملت صغيرىّ، وتوجهت لبيت أهلى أجر خيبة أملى فى الزيجة التعيسة التى ابتليت بها إلى أن جاء اللحظة المشينة، وهى طلاقى غيابياً عندما طرق باب الشقة، وبمجرد أن فتحت باب الشقة فوجئت بشخص يخبرنى بأنه محضر من المحكمة يسلمنى ورقة طلاقى غيابياً، صعقت وانهرت من أثر الصدمة، فلم أكن أصدق المشهد، كأننى فى حلم كئيب، وظللت أكلم نفسى، وأصرخ هذا جزاء تحملى وبقائى على هذا الزوج ضعيف الشخصية؟ خارت كل قوتى، واستسلمت بالواقع الأليم، وبمجرد تسلم ورقة طلاقى غيابياً، ساءت حالتى النفسية، خاصة بعد أن رفض زوجى الإنفاق على أطفاله، لم أجد أمامى سبيلاً يخلصنى من هذه المأساة المريرة والكابوس الأسود سوى طرق باب محكمة الأسرة بالأميرية لإثبات حقى وحق أولادى، والمطالبة بنفقة من أجل أولادى..