رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخيانة

الخيانة
الخيانة

عشر سنوات هى عمر زواجنا وقبلها قصة حب دامت سنوات، وثمرة الزواج ثلاثة أطفال رائعون.. حياتنا هادئة مرفهة، ليست لدينا مشاكل مادية من أى نوع، فأنا أمتلك مركز تجميل شهيراً فى أرقى أحياء العاصمة يدر علينا أموالاً طائلة، فكل زبائنى من سيدات الأعمال والفنانات، وزوجى رجل أعمال يلعب بالملايين كما يقال، أولادنا يتعلمون فى مدارس دولية.. نسكن فيلا فاخرة، ونمتلك السيارات الفارهة، ولدينا سائقون وخدم، ولم لا، فنحن نملك ما يجعلنا نحيا حياة البشوات والملوك أيضاً.
 

 لا يعكر صفو حياتنا شىء، سعداء يملأ الحب ربوع حياتنا وبيتنا، يبدأ يومنا جميلاً، أذهب إلى مركز التجميل، وزوجى إلى شركته، كل فى عمله طوال اليوم لا تنقطع أحاديثنا عبر الهاتف.. تفاصيل يوم كل منا يعرفها الآخر.
 

تلك كانت بداية حكاية خبيرة التجميل التى قررت خلع زوجها رجل الأعمال الشهير دون تردد، سألتها لماذا سيدتى بعد كل هذا الحب والحياة المرفهة التى يحلم بها الجميع؟ لماذا أنتِ هنا؟..ردت وصوتها مفعم بالحسرة والذل والشعور بالإهانة.. جئت أخلع زوجى لأنه خاننى مع أعز صديقاتى.
 

 مع صديقتك، هل هذا يعقل، لا تقولى أن زوجك مريض، وأنه من أولئك الذين نسمع عنهم.. ردت لا تذهب بفكرك بعيدا.. زوجى طبيعى، وليس كما وصل لك.

 إذن ماذا حدث؟
 

 قالت وصوتها تغرقه البكاء المكتوم المغلف بالكبرياء المجروح بالغدر، كنت أنهى يومى فى مركز التجميل مع موعد إنهاء زوجى لأعماله، مع التنبيه على الطباخ لإعداد الوجبات التى يحبها زوجى وأطفالى. موعد العودة إلى المنزل مقدس لدى زوجى طيلة ١٠ سنوات لم يخلف مواعيده إلا فى أيام معدودة لظروف قهرية، كنا نعود إلى بيتنا كل يوم يملؤنا الشوق والحنين بعضنا لبعض وأطفالنا نتناول طعامنا ونتجاذب أطراف الحديث، كل ما حدث فى يوم كل منا وسط الضحكات التى تملأ أرجاء بيتنا، وننام على حب، ونصحو على آمال بالأفضل. هكذا كانت حياتنا وأجمل من ذلك.
 

 فجأة تغيرت طباع زوجى التى حفظتها، فأنا نصفه بل أنا هو، بدأ لا يهتم بأشياء كثيرة، وينسى أكثر مما اعتدنا عليه، ربما كانت الحياة روتينية، ولكنها كانت رائعة، تعودنا عليها وأحببناها، وأعطت لحياتنا معنى، وأحببنا الاستمرار، وإذا ما تغير منه شىء ولو بسيطاً تفقد حياتنا جزءاً من أركانها، أصبح زوجى الحبيب لا يتواصل معى طوال اليوم، وإذا ما عاتبته يرد بضجر بحجة أنه مشغول ولديه عملاء، ويكون حديثه قصيراً، بدأ يتأخر عن موعد عودته إلى المنزل، وعندما يعود يخبرنى بأنه تناول العشاء مع بعض أصدقائه، ويتحجج بالعمل، كان يعود بعد منتصف الليل، وطلبت منى عدم انتظاره على الطعام، أو انتظار عودته مبكراً. لأن ظروف عمله تغيرت. وقلبى يحدثنى أن فى الأمر شيئاً غريباً، إن قلب الزوجة المحبة لزوجها لا يمكن أن يخدعها،
 

 لقد صادفت حياتنا الكثير من الظروف والعقبات لا أنكر ذلك، وطفا على سطح حياتنا الكثير من المشاكل كأى حياة زوجية، ولكن زوجى لم يكن يشعرنى بأى شىء، وكان على عادته معى.
 

وبدأت أضعه فى بعض الاختبارات، ألقيت عليه مسئولية رعاية الأطفال، لكنه أهملها، ورفض بحجة أنه ليس لديه وقت لذلك، وطلبت منه السفر إلى إحدى الدول التى كنا نسافر إليها، فأنا والأولاد فى حاجة لذلك، كان عندما نطلب ذلك يطير فرحاً، بل هو من كان يلح علينا فى ذلك، ولكنه فى هذه المرة رفض وبشدة، عندما يعود إلى المنزل لا يفعل شيئاً سوى الحديث فى هاتفه المحمول همساً فى الشرفة أو الرد

على الواتس آب والرسائل التى لا تنقطع. هكذا كان يقضى الساعات التى كان يقضيها معنا وحجته فى ذلك العمل ومسئوليات الشركة والعملاء.
 

 وتابعت: تأكدت أن زوجى يخوننى، ففى أحد الأيام أجرى مكالمة طويلة همساً، ونسى وترك هاتفه ودخل الحمام، فانتهزت هذه الفرصة، وبحثت فى الهاتف ووجدت آخر مكالمة كانت مع أعز صديقة لى، كذبت نفسى فى البداية، كيف تخوننى، فهى صديقة عمرى وكاتمة أسرارى. قررت البحث فى الأمر حتى لا أظلمها، وكنت أتمنى أن أكون على خطأ. قمت بشراء خط تليفون جديد، فهى تحفظ رقم هاتفى، وقررت عدم المواجهة، وقمت بطلب هاتف صديقتى، وكانت المفاجأة وصدمة العمر هى صديقتى صوتها الذى أحفظه حبيبة زوجى التى يخوننى معها، هى التى سرقت سعادتى ودمرت حياتى.
 

كدت أفقد عقلى من هول الصدمة رغم أننى كنت متأكدة من وجود أمر غريب فى حياة زوجى، ولكن لم أتوقع الخيانة. ومعى أنا، من بدأت معه من الصفر.. صنعت منه رجل أعمال ناجحاً.. كنت أسلمه كل أموالى لاستثمارها.. وفوجئت بأنه ينفقها على عشيقته، لدرجة أنه قام بشراء سيارة فارهة باهظة الثمن لها.
 

واستكملت الزوجة المخدوعة: عندما واجهت زوجى بالأمر.. لم ينكر. فطلبت منه قطع علاقته بها فوراً من أجل أولادنا وحياتنا، ومن أجل استمرار زواجنا وحبنا، ولكنه رفض، وقال إنه لا يستطيع أن يعيش بدونها، طلبت منه الطلاق فرفض طلبى، وتركنى وأولادى حتى لا أحصل على حقوقى ونفقتى ومؤخر صداقى، رغم أنه يمتلك الملايين، وظلت تتمت فى ذهول: فضلها علىّ وعلى أولادى، وداس على حبنا، ونسى رحلة كفاحنا معاً. تبدل زوجى وتحول إلى شخص لا أعرفه، نسى أطفاله وحرمهم من رؤيته، جرح زوجى يكاد يقتلنى. دمرنى وكدت أفقد عملى بعد أن أهملته لإصابته بحالة شديدة من الاكتئاب، ولكن أمام مسئولياته عن أطفالى تماسكت وعدت إلى عملى، وقررت ألا أكون على ذمة هذا الرجل الخائن.
 

 وها أنا فى محكمة الأسرة، جئت وطلبت الطلاق طلقة بائنة خلعاً دون رجعة، وتركت زوجى وحياته الجديدة التى اختارها لنفسه، قدمت كل ما يثبت خيانته، وتنازلت عن كل حقوقى، وقلتها عالية أمام القاضى إننى لا أرغب فى الحياة معه، وإننى أبغضه. ورفضت كل محاولات مكتب التسوية للصلح... الخلع هو طلبى الوحيد، فطعم الخيانة مر ولا تستقيم معه الحياة..