رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

٣ أيام زواج !

٣ أيام زواج !
٣ أيام زواج !

 جميلة هى ولكن الحزن والدموع وضعت لمساتها عليها. ورغم انها فى العقد الثانى من عمرها ولكنها تبدو كابنة الخمسين، دمرها الحزن وانهكتها القسوة.

على اعتاب محكمة الأسرة بأكتوبر خطت بخطوات ثقيلة يكاد جسدها لا يستطيع تحملها. احتضنت أوراقها وحشرت نفسها وسط الزحام تبحث عن مغيث. وصلت بعد عناء إلى مكتب التسوية الذى دعيت له لمحاولة الصلح مع زوجها.

 كنت أجلس فى مكتب التسوية لمتابعة عملى. وعندما سالها الموظف لماذا هى ترغب فى خلع زوجها رغم انها تعتبر فى حكم القانون زوجة ناشز بعد رفضها العودة إلى منزل الزوجية وانذار زوجها لها بطاعته ويرغب فى عودتها إليه.

 دمعتان تدحرجتا على خديها رغما عنها، لا يرغب فىّ سيدى انه يرغب فقط فى اهانتى وإذلالى والتحكم فى حياتى. حكايتى مرة وبين شفتى علقم عند روايتها، ادعى انه يحبنى ويرغب فى الزواج منى وخاصة بعد وفاة أبى وتركه لى ميراثًا لا بأس به مبلغ مالى كبير يجعل لعاب من أمثال زوجى يسيل. وترك لى أيضًا والدى منزلًا وبعض الأملاك. يجاورنا زوجى فى الحى الذى نقيم فيه، وفور موت أبى فوجئت بى يلازمنى فى كل خطواتى ويقضى لى متطلباتى. لا يتركنى الا عند النوم، تفانى فى خدمتى ورعايتى وتلبية كل طلباتى الصعبة بل والمستحيلة. صدقته أنا سيدي، وكنت ممتنة له. هل يوجد رجال فى زمننا هذه بهذه الاخلاص وذاك الاخلاص؟ لا انكر اننى بادلته مشاعره الكاذبة وماذا أطلب أكثر من هذا الرجل الذى كما يقال خاتما فى اصبعى.

 وعقب فترة الحداد على أبى فاتحنى على الفور فى رغبته فى الزواج منى. لم اعترض ووافقت على الفور لاننى كما قلت أبادله نفس الرغبة وحتى نضع حدا لأقاويل الأهل والجيران. تم تحديد يوم عقد القران والزفاف فى يوم واحد فليس من اللائق اقامة حفل زفاف وابى لم يمضِ وقت طويل على وفاته.

 انتقلت إلى منزل زوجى الذى يقيم مع والدته، وكانت صدمتى لا توصف. انهارت احلامى منذ يومى الأول من الزواج، معاملة سيئة من زوجى ووالدته، واختفى الحب والأمانى وتحول زوجى إلى كائن آخر لا أعرفه. مرت ليلتى الأولى حزينة هاجمتنى فيها ذكريات الحزن وفقدان الأب.

واكتشفت على الفور ان زوجى ادعى علىّ الحب والغرام والشهامة والرجولة فقط للايقاع بى فى براثن الزواج منه طمعًا فى ميراثى من أبى.

 ولم تقف الصدمات عند هذا الحد بل فى اليوم الثالث من زواجنا فوجئت بزوجى يدخل على المنزل فى يده عروس. نعم سيدى عروس ترتدى فستان الزفاف وتمسك بيد زوجى ويتبادلان الضحكات والهمسات. كانت الصدمة فوق احتمالى، فقدت الوعى.

افقت لاجد نفسى محاطة بزوجى وعروسه وامه. وبمجرد ان فتحت عينى سمعت صوت حماتى تقول: ابنة اختى وزوجة ابنى كانت خطيبته قبل ان يتعرف عليكِ.

 الغريب فى الأمر ان العروس ايضا اشتركت فى اللعبة، ووافقت على زواج خطيبها منى من أجل الاموال. تصور زوجى واسرته انه بعد موت أبى أصبحت وحيدة ليس لى سند أو معين.

 وجاءت تعليمات زوجى وأمه لى انه لا خيار أمامى سوى القبول بالأمر والتعايش مع ضرتى وخدمة الكل. وان أسلم زوجى ميراثى كى يستطيع الإنفاق علينا. ووجدت نظرة الغدر والتهديد تملأ العيون.

 لم يكن أمامى سوى الصمت. ولكن عقب دخول زوجى مع عروسه ونوم باقى أفراد الأسرة حملت نفسى وغادرت المنزل إلى امى التى اصيبت بصدمة اننى عروس وهذا يومها الثالث بعد الزواج. كيف حدث ذلك. ولماذا؟ قصصت لها ما حدث وانا وهى فى حالة انهيار لا نصدق ما وقعنا فيه، واى رجل هذا من الرجال. وكيف استطاع ان يتقن دور الرجل المثالى المحب الشهم.

 احتضتنى امى ولملمت بعضى ولكن زوجى لم يكتفِ بما فعل. فوجئت به يأتى لاعادتى إلى المنزل، متحججا بأنه من حقه الزواج بأكثر من زوجة ويجب إعادتي إلى طاعته، طردته من منزلنا. وقمت بتحرير محضر عدم تعرض وطلبت منه الطلاق، ولكنه رفض وجن جنونه عندما تأكد ان ميراثى وأموالى ضاعت من بين يديه، طاردنى بدعاوى الطاعة والنشوز والخروج عن طاعته. 

هذه حكايتى سيدى، هل مازلت تعتبرنى زوجة ناشزًا وخارجة عن طاعة زوجى؟ لم يرد موظف مكتب التسوية واتخذ على الفور إجراءات دعوى الخلع واخطار الزوج. وكتب العبارة الشهيرة ان الزوجة لا ترغب فى الحياة مع زوجها وانها تخاف ألا تقيم حدود الله. بعد ثلاثة أيام زواج.