رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الزوجة الأولى

بوابة الوفد الإلكترونية

قاتلة هى الغيرة إذا سيطرت على صاحبها. تدفعه إلى الهاوية حتماً فقد تحوله إلى قاتل أو سارق أو ربما مجنون بحب الانتقام.

وحكاياتنا اليوم تروى واحدة من الجرائم البشعة التى ارتُكبت بدافع الغيرة، تزوج موظف من قريبته زواج صالونات دون حب دون معرفة سابقة ودون معرفة كل منها أخلاقيات الآخر كانت رغبة الأسرتين هى السائدة لإتمام الزواج رغم أن العريس نال قسطا من التعليم وعمل موظفا، وأيضا العروس حصلت على مؤهل متوسط ولكن لم يحاول أى منهما أن يحاول التقرب من الآخر أو البحث وراء طباعه وأخلاقه. كل منهما انصاع لرغبة أسرته. دون أدنى مقاومة التقى العروسان قبل الزواج وأيام الخطوبة. لا هما من السعداء ولا هما بالمغصوبين على الزواج. شىء عادى كأى خيار فى حياتهما تعددت اللقاءات بين أفراد العائلتين. وبعد شهور وتجهيز منزل الزوجية بإحدى قرى مركز امبابة بالجيزة تم الزفاف وذهب العروسان الى منزلهما وسط فرحة الأسرتين الذين شعروا بالنصر لإتمام الزيجة.

مرت الأيام والليالى على الزوجين عادية كأى أيام أنجبا طفلين ولكن الزوج لم يكن سعيدا. كان راضيا متقبلا الوضع ولكنه ذات يوم التقى بها. شعر نحوها بما لم يشعر به من قبل غزا الحب قلبه. حوله الى شخص آخر. بدأ يرى الحياة فى صورتها الجميلة. أنه لم يرَ أو يشعر بهذا من قبل.

لم يتردد وقرر الزواج منها بعد أن تأكد من أنها تبادله ذات المشاعر وطلب منها مهلة لترتيب أوراقه فهو لم يخف عنها أنه زوج وأب وأنه لن يتخلى عن زوجته. بل إنها سوف تقيم مع زوجته الأولى فى منزل واحد. وافقت على كل ذلك فهى تحبه. والزواج الثانى ليس بغريب فى عرف القرى.

وجاء اليوم وأبلغ زوجته الأولى بقراره بالزواج من أخرى وأنه سيأتى بها لتقيم معها فى نفس المنزل. شعرت الزوجة بسكين يقتحم قلبها. لم أقصر معك. لماذا تفعل بى ذلك. إنه قرار. إذا كنت غير راضية أعطيك حريتك. الطلاق. أصابها الرعب من سماع كلمة الطلاق ونظرت الى أطفالها. وافقت مرغمة مذبوحة بقرار زوجها. ولكن ماذا تفعل هذا قدرها.

وطلب منها تجهيز غرفة لزوجته الثانية «ضرتها» فعلت ذلك وهى تحترق وفى ليلة لا تنساها أتى بها بعد أن طلب منها إعداد الطعام للعروس.

دخلت الزوجة الثانية المنزل وذهب الأمن والأمان من حياة الزوجة الأولى فارقتها الابتسامة والنوم بل والحياة. تحولت الى جسد بلا روح. تنظر الى زوجها الذى لم يخف سعادته وحبه لزوجته الثانية. ولم يراع مشاعرها. شهور قليلة وحملت الزوجة الثانية ووضعت طفلها الأول. وازداد حب وسعادة الزوج بزوجته وطفله الجديد وكأنه لم يكن أباً ولا زوجاً قبل ذلك.

لم تعد الزوجة الأول تستطيع تقبل الوضع أو تحمل هذا الوضع وحاولت أن تختبر حب زوجها لها ربما تسترد جزءا من كرامتها المهدرة وحياتها التى انتهت بدخول الزوجة الثانية مملكتها وحاولت التقرب من زوجها وتذكيره بحياتهما معا قبل زوجه حاول الزوج إرضاءها وأقنعها بأنه يحبها. فطلبت منه أن يسجل المنزل باسمها وأولادها حتى تشعر وتصدق أنه حقا يحبها.

جن جنون الزوج عندما سمع طلب الزوجة، فنهرها وأسمعها كلمات قاتلة وأنه لم يحبها فى يوم من الأيام وأنه لم يشعر بالسعادة معها وأنه تزوجها بضغط من أسرته.

كلمات الزوج كانت كرصاصات الرحمة بالنسبة للزوجة فقدت ما تبقى من عقلها. واتخذت قرارها. الزوجة الثانية تدلل وليدها. عمره لا يتعدى الـ٤ أشهر. نظرت الأولى حاقدة. قاتلة. الشيطان أقنعها بأنها سبب دمار حياتها وكره زوجها وأنها أخذت زوجها منها وأولادها.

الزوج خرج مبكرا الى عمله بعد وضع قبلة على جبين الزوجة الثانية وطفلها. وسمعت الزوجة الأولى ضحكاتهما تشق صدرها، عقدت العزم وأعدت العدة على التخلص منها، وقتلها فهى سبب نكبتها فى الحياة. تركت الزوجة الثانية رضيعها خارج غرفتها ودخلت الغرفة لإحضار ملابس للطفل. وانتهزت القاتلة الفرصة ودخلت وراءها وانهالت على رأسها بقطعة حديدية. هشمت رأسها وسط صرخاتها واستغاثتها بأن تتركها لطفلها ولكن دون جدوى. لم تتركها الا بعد أن سقطت أرضا وسط بركة من الدماء. ماتت. نعم قتلتها. لم تنطفئ نيران قبلها أو غيرتها بعد. أحضرت جيركن الكيروسين وأغرقت به جثتها وغرفتها وأشعلت النيران وأغلقت الباب. واستغاثت بالجيران. الحقوا النار ولعت فى أوضة ضرتى. حاول الجيران إطفاء النيران وانقاذ الزوجة ولكنها قتلت وتفحمت.

أبلغ الجيران الزوج والشرطة.. وبالطبع سأل رجال المباحث الزوجة الأولى فهى الشاهد الوحيد. والتى حاولت التهرب من فعلتها بادرت بالرد ماس كهربائى يا بيه.

عرفتى منين. لم ترد وشاهد الطفل الرضيع يبكى. سألها ابن من هذا. ابن زوجى وأمه اللى ماتت محروقة. إزاى تسيبه خارج الغرفة. المفروض يكون معها. وحاوطها بالأسئلة. حاولت الهروب من فعلتها. ولكن رجل الأمن تأكد من قيامها بالجريمة.

وأمام إصرار رجال الأمن بأنها القاتلة وأكد ذلك المعمل الجنائى بوجود آثار مادة بترولية وهى سبب الحريق. انهارت الزوجة واعترفت بجريمتها البشعة.

أيوه قتلتها. حرقتها. زى ما قتلتنى وسرقت حياتى واستولت على زوجى وبيتى وسعادتى. قتلتها. ولكن هم من قتلونى. وجعلوا منى قاتلة وحرموا أولادى منى. قتلونى بسعادتهم وضحكاتهم التى كانت تخترق جدار غرفتى وقلبى. طلبت من زوجى أن يترك لى منزلى ويرحل بها بعيدا لكنه رفض وأصر على تعذيبى بحبه أمام عينى. قتلتها. حرقتها كى يشعر زوجى بالنيران التى كانت مشتعلة بداخلى بسبب الغيرة التى أهلكتنى بسبب عدم مراعاته لمشاعرى حولنى الى كم مهمل فى المنزل كأى قطعة أثاث. نسى أننى زوجته. نسى أننى أم أطفاله. هم من قتلونى.

أكملت اعترافاتها وسط دموعها وصرخات مدوية على أولادها.

قرار النيابة الحبس والتهمة القتل مع سبق الإصرار. والأولاد يبكون دون معرفة إبعاد جريمة أمهم. والزوج مصدوم لا أحد يعرف ما يدور بداخله. حزين على مقتل زوجته الثانية على يد الأولى. ربما يلوم نفسه. هل حقاً هو من دفع زوجته الى هذا المصير. يا لها من فاجعة. الكل ما زال يتحدث عن الجريمة التى هزت أوسيم الجيزة!!