رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هجرها 5 سنوات بدون مال وطالبها بالعودة خوفًا من دعوى النفقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلست "زبيدة" التي ستغادر عامها الثالت والثلاثين بعد أيام، على مقعد خشبي خلفي قابع وحيدًا في طرقة طويلة بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، هرعت السيدة الثلاثيينة تجاهه، وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها الخمري، وسقطت عليه بجسدها المنهك من التنقل بين أروقة المصانع وبيوت العباد بحثًا عن بضعة جنيهات تسد بها جوع طفليها بعد أن تركهما والدهما ميسور الحال - حسب قولها- دون مال ولا سند وتفرّغ لنفسه ونزواته، في انتظار دورها لسحب أوراق دعوى نفقة زوجية ونفقة صغيريها.

 

بصوت يشوبه الحزن ووجه تبدو صاحبته وكأنها تحمل أثقال العالم على كتفيها بدأت الزوجة الثلاثينية سرد حكايتها: "تزوجته عن حب، وصدق حقًّا من قال"مرآة الحب عمياء"، ومرت السنوات الأولى من حياتنا رغم ما كان يشوبها من كلمات تتناقلها ألسنة الناس عن استقباله للساقطات في غيابي، لكني لم أكن أصدق أيًّا منها، قد يكون لأنه كان يجيد فن إخفاء سقطاته، ويبرع في أداء دور العاشق المخلص، وبعد إنجابي طفلين تبدَّل حال زوجي فأخذت أراقب تصرفاته وتحركاته كي أعرف السبب".

 

تطوق الزوجة الثلاثينية عن جسدها الهزيل بذراعيها لعلها تسيطر على الارتعاشة السارية في أوصالها وهي تتابع روايتها: "اكتشفت أنني قد عشت طيلة هذه الأعوام في كذبة كبرى، الجميع كان يعلم تفاصيلها، ويمصمص شفتيه ويقلب كفيه حزنًا عليَّ وأنا كالبلهاء، وحينما سألت زوجى لماذا يخونني، قال بنبرة متبجحة: "الخيانة داء فيا فأنا حر"، فتركت له البيت وذهبت إلى منزل أسرتي، ولكن سرعان ما عدتُ إليه بعد تعهداته أمام الجميع بالكفِّ عن

العبث بكرامتي، تحملت من أجل تربية الطفلين، فمن سيتحملهما وأنا بلا مورد، لكنه نكص عهوده معي".

 

تفرج الزوجة الثلاثينية عن الدموع المتحجرة في مقلتيها وهي تختتم روايتها قائلة: "حينها أصريت على الطلاق لكنه رفض، وتركني 5 سنوات بلا مال ولا مأوى، فأقمت دعوى نفقة لي ولصغاري، ولبطء إجراءات التقاضي عدت ثانية للعمل بالمصانع والخدمة فى بيوت العباد، واضطر ابني الذي لم يكمل عامه العاشر بعد أن يبحث هو الآخر عن عمل يساعدني به فى تسديد إيجار البيت الذي استأجرناه هربًا من سوء معاملة أهلي، والآن زوجي يحاول أن يعيدني مقابل أن أتنازل عن دعوى النفقة، ولا أعرف ماذا أفعل هل أعود إليه وأقبل بشروطه؟، لكنه لن يتوب عن خيانتي، وماذا عن الطفلين، أعلم أن مصلحتهما مع أبيهما، وحبال المحاكم طويلة، وأعي أنني خاسرة في كل الحالات، ولو عدتُ إليه سأعود وأنا صاغرة ذليلة، ولكن على الأقل لن يمر عيد دون أن اشتري لهم ملابس جديدة، وأنا أنتظر المال كي أطعمهم".