عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد جديد للشهامة فى بلقاس

بوابة الوفد الإلكترونية

يوم 4 يناير المقبل ليس يومًا عاديا عند والدة شهيد جديد للشهامة فى محافظة الدقهلية.. إنه اليوم الذى سيشهد أولى جلسات محاكمة من قتلوا أصغر أبنائها غدرا لأنه أنقذ فتاة من الخطف ليلقى ربه مرفوع الرأس بعد أن أدى الأمانة وسلم الفتاة إلى أهلها ودافع عنها ومنع جريمة اختطافها والاعتداء عليها.

أنين الأم وصراخها لا يزال مستمراً وهى ترى أقارب من قتلوا ابنها أمام أعينها ليلا ونهارًا وتنتظر بفارغ الصبر أن تأخذ العدالة حقها ممن اغتالوا فلذة كبدها بعد أن تصدى لاثنين من المجرمين حاولا خطف فتاة كانت تركب معه فى « التوك توك»

« أيمن محمود» 21 عاماً يعمل «ترزى» فى مركز بلقاس بالدقهلية ولكى يزود دخله عمل سائقًا على سائق توك توك معروف بشهامته غير الصورة النمطية لسائقى التكاتك والتى يتداولها الناس بسبب ارتكاب بعضهم العديد من الجرائم التى شهدها مجتمعنا فى السنوات الأخيرة، فى قريته اجتمع الناس على ثقتهم فيه بسبب أمانته وحرصه على الحصول على لقمة العيش بهدوء بعيدا عن رفقة السوء، وصلت هذه الثقة لأبعد مدى، ولم يكن غريبا أن يأمن أهالى القرية والقرى المجاورة أيضا أن يركب معه بناتهم بعد أن ذاعت شهامته وأمانته فى قرى بلقاس، لكن لم يكن يعلم « أيمن» ولا يتصور أبدًا أن تكون أمانته سببا فى فقدان حياته.

فى نهاية شهر أغسطس الماضى وبينما الليل يدخل بطلاقة الدامس طلبت منه فتاة توصيله، إلى إحدى القرى، وفى الطريق إلى هذه القرية فجأة يخرج شابان ليقطعا على أيمن الطريق أحدهما جاره، ومعروف باسم «زنة»، والآخر شهرته «حجازى»، ويحاولان اختطاف الفتاة من داخل «التوك توك».

هنا ظهرت شهامة أيمن المعروفة، وتصدى للشابين بكل قوة ومنعهما من الاقتراب من الفتاة، وأسرع بالتوك توك وتمكن من توصيلها إلى أهلها بسلام.. أدى أيمن الأمانة لكن ملامح الغدر لدى الشابين لم تنته وكأن « أيمن» ارتكب جريمة حينما حافظ على الفتاة وحررها من أيديهما، عاد أيمن إلى قريته وقرر التوجه إلى عم أحد الشابين لمعاتبته على ما بدر من ابن أخيه، وحينما بدأ أيمن فى سرد القصة أمام العم فوجئ بوابل من الشتائم يوجهه له وطرده من منزله قائلاً

له «يا جعان».. خرج أيمن من المنزل ليلتقى بأحد أصدقائه ويشكو له ما حدث وفوجئ فى هذه الأثناء بالشابين اللذين حاولا اختطاف الفتاة فى مواجهته وبعد دقائق جاء عم أحدهما ومعه أقاربه لينهالوا على أيمن ضربا وطعناً بالسكين وتم نقله إلى المستشفى، لم تصدق الأم ما حدث لابنها الأصغر وتوجهت إلى المستشفى لتجد أيمن غارقاً فى دمائه، احتضنته وضمته إلى صدرها وبعد دقائق قال لها الطبيب «تعيشى إنتي» لم تصدق نفسها منذ وقوع الحادث وحتى اليوم، ألقى القبض على أحد المتهمين، وهرب الآخر ويواجهون جميعًا تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وينتظرون المحاكمة خلال أولى الجلسات يوم 4 يناير المقبل.

فقدت الأم نجلها وفقدت القرية بالكامل شهامته وأمانته التى كانت سبباً فى فقدان حياته، لكن الأم لم يتوقف صراخها حزنا على فلذة كبدها. راح أيمن بلا عودة لكنه ترك الدنيا شهما كما عاش فيها قصته يتداولها أبناء قرى بلقاس حتى الآن، فهو الشاب الذى أنقذ فتاة ولم يتردد لحظة فى الدفاع عنها على الرغم من علمه بأنه قد يواجه الجحيم بسبب موقفه لكنها الرجولة التى تجسدت فى شخصه.

أما الأم الثكلى فهى فى حالة ذهول، كلما تذكرت ابنها تقوم بزيارة قبره وتناجيه لكن أنينها لن يهدأ حتى تقتص العدالة ممن قتلوا ابنها غدرًا، ويضاف أيمن الى قائمة شهداء الشهامة ربما يصدر القضاء أحكامًا ضد الجناة تكون رادعا لهؤلاء المجبرين الذين عاشوا فى الأرض فساداً.