عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سمر تطلب الطلاق بعد علقة موت: "زوجي همجي وبيضربني أمام أولادي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نداءات وصيحات نسائية عنيفة تتردد في أرجاء الغرفة الفقيرة فيزيدها ارتباكًا فوق ارتباكها، "يالا يا ولاد خلينا نلحق المحكمة"، تنتفض"سمر" من سريرها المتهالك، وبنبرة ساخطة يجيب الطفلان : "حاضر يا ماما خلاص خلصنا وجاهزين"، لتقابلها أمها العجوز بنظرة امتعاض وتأنيب على التأخير، تتجاهلها الابنة، ثم ينطلقوا مسرعين إلى محكمة الأسرة بمدينة نصر لإقامة دعوى طلاق تنهي بها الزوجة، التي تستعد لمغادرة عامها الثامن والعشرين، حياتها البائسة وسلسال إهانتها مع زوجها عديم الضمير والإنسانية حسبما وصفته.

كانت "سمر" ترتدي عباءة سوداء، وتطوِّق وجهها الخمري بغطاء حريري بإحكام، في محاولة منها لتشتيت الأنظار عما لحق به من إصابات وجروح غائرة، وبعد عناء استقر السيدتان والطفلان بجانب الموظف المختص بتلقي الطلبات.

في البداية تقول الفتاة وهي تتحس ملامح وجهها الذي لا يزال محتفظًا بعلقات زوجها الساخنة : "الوجع ذاته تعب مني"، تزوجت من أجل تحقيق حلم الاستقرار كأي فتاة، ظنًا منِّي أنها البداية السعيدة، لم أكن أعلم أنها البداية حقًا، ولكنها بداية اللعنة التي تلاحقني أينما وليت وجهي، تزوجت من رجل يتلذذ بإهانتي، ويتفنن في تلقيني اللكمات والصعفات حتى أمام أعين أطفالي الصغار، فلا ذنب لهما سوى أنني أسأت اختيار أبيهما".

تعود "سمر" برأسها إلى الوراء وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها ثم تواصل حديثها: "الموت أهون من الحياة معه، تحملته وتحملت لحظات غضبه التي كانت تنتهي دائما إمَّا بكسر فى ضلوعي أو جرح غائر في جبهتي أو نزيف حاد جراء تقطيعه لجسدي بسلك كهربائي أو عصى غليظة، ورغم ذلك كنت أتحمله لا أعلم لماذا ؟! ربما

لأنني كنت أخشى بانفصالي عنه تشتت أولادي، وربما لأنني كنت خائفة من أن أتلقى نظرات أو كلمات لائمة من أهلي، الذين يسيرون بمبدأ "الست ملهاش غير بيتها وزوجها"، وعلى الزوجة الحفاظ على أسرتها، ولا تخرب بيتها بيدها، فيكفيني ما أحمله في قلبي من بؤس وألم".

تعتدل "سمر" في جلستها من جديد وتنهي روايتها بنبرة متماسكة تماسك زائف: "وفي آخر مرة ضربني فيها زوجي، مكثت في الفراش لشهور طويلة بين الحياة والموت، غائبة عن الوعي، ووجهي لا تستطيع أن تميز ملامحه من الزرقة التي كانت تحيط بقسماته، وظن الجميع أنني سأفارق تلك الحياة عن قريب، لكن الله أراد أن يمد في عمرى كي أتجرع ما تبقى فى كأس عذابي، كم كنت أتمنى أن ألقاه لأشكو له ظلم وجبروت زوجي، وبعد أن تماثلت إلى الشفاء أصرَّت أمي أن الجأ إلى محكمة الأسرة، وأقيم دعوى أطالب فيها بتطليقي من زوجي طلقة بائنة للضرر، لأنهي علاقتي به إلى الأبد، وأطوي هذه الصفحة من حياتي، وأعانني الله على تربية أولادي".