رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عائشة لمحكمة الأسرة: جرَّدني من مصوغاتي وحرمني من ابني بعد خدمتي له ولأهله

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استقرت لتريح جسدها الهزيل على أريكة خشبية رابضة في ركنٍ منزوٍ مظلم بمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، صامتة لا تحرِّك ساكنًا، وكأنها تمثال حجري منحوت على قسمات وجهه علامات الوجوم واليأس، كانت تمسك بيدها حافظة مستندات باهتة اللون بها أوراق دعوى رؤية صغير، ظلت طوال الوقت تحدِّق في الحافظة بعينيها العسليتين المزينتين بكحلٍ أسود عريض، وتسترجع ذكريات زيجتها التي باءت بالفشل، بسبب امتهان زوجها لكرامتها وحرمانها من أن تقر عينها برؤية طفلها، إنها "عائشة" صاحبة الثلاثين ربيعًا.

تعيش "عائشة" على أمل واحد، هو رؤية ابنها التي أُرغمت على تركه بأمر زوجها الذي اعتاد إهانتها وسبَّها، وإساءة معاشرتها طوال فترة حياتهما معًا، 4 سنوات قضتها الزوجة الثلاثينية داخل أروقة محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، باحثة عن وسيلة لتحقيق حلم اللقاء بصغيرها، تقطع مئات الكيلو مترات من بلدتها، متحدية اليأس الذي بدأ يتسلل لقلبها.

بكلمات متلعثمة ووجهٍ عابس يسكن قسماته الغضب والاشمئزاز تروي الزوجة الثلاثينية مأساتها قائلة: "تزوجته بحثًا عن الحب والاستقرار لكنه جعل الموت أحب إليَّ من الحياة معه، عشت معه أسوأ أيام حياتي، وتحملت الإهانة والسب والضرب من أجل أن اعيش، ومن أجل تربية الجنين الذي كان يتكوَّن في أحشائى حينها، ورضيت أن أتحول إلى خادمة لعائلته، كان يتعمد ضربي وسبي أمام عائلته، وما كان منهم إلا أن يقفوا

كخيال المآتة، وكأنهم يتلذذون بفعلته المشينة، كنت أتمنى الموت في كل ليلة، فإحساس الذل والامتهان مر".

تصمت الزوجة الثلاثينية لبرهة ثم تتابع حكايتها: "طلبت منه أن يتقي الله في معاملتي، لكنه صم أذنيه، وواصل تعديه عليَّ، كان يتلذذ بصراخي وآلامي، وأصابني بكسر في ضلوعي، تحولت لهيكل عظمى من العذاب وأصبت بحالة نفسية، وصبرت من باب ظل راجل ولا ظل حيطة".

تأخذ نفسًا عميقًا وتقول : "وفي النهاية طردني من البيت، وجرَّدنى من مصوغاتي، خرجت من المنزل بلا شيء يسترني أو مال، والأهم فلذة كبدي، ولولا أن سخر الله لي أولاد الحلال، وساعدوني للسفر إلى بلدتي، لا أعلم ماذا كان سيكون مصيري، بعدها أيقنت ان الحياة لن تستقيم معه، وأنني أخطأت عندما صمت على امتهان كرامتي، فرفعت ضده دعوى طلاق للضرر، فعاقبني بحرماني من ابني، وها أنا أعيش على أمل أن أرى ابني".