جريمة فى الذاكرة ..أطفال ولكن مجرمون
أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.
المكان – مركز جرجا،
الزمان – مايو 2008 م
الجريمة - قتل وسرقة
(أطفال ولكن مجرمون)
العميد محمد لطفى، رئيس فرع البحث الجنائى لقطاع جنوب أسوان يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى مدينة جرجا منذ عشر سنوات، وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنها راح ضحيتها شاب صغير يعمل سائق توك توك وتم الاستيلاء على نقوده والتوك توك، بعد خنقه وإلقاء جثته فى ترعة المدينة بدون ذنب اقترفته يداه البريئتان، وتوافقت هذه المأساة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».
يقول العميد محمد لطفى: فى شهر مايو 2008 م، عندما كنت أعمل رئيسا لوحدة مباحث قسم جرجا بسوهاج، تلقينا بلاغا من أهالى مدينة جرجا بعثورهم على جثة أحمد عبدالناصر 14 سنة سائق توك توك على جانب الترعة الفؤادية، فقمنا بالانتقال إلى مكان البلاغ بالتنسيق مع الحماية المدنية وانتشلنا الجثة ونقلناها إلى مستشفى جرجا المركزى، وتبين من الكشف الطبى وجود سحجات بالوجه والرأس والرقبة وقرر مفتش الصحة بأن هناك شبهة جنائية فى الوفاة، ما جعل النيابة العامة تنتدب الطبيب الشرعى لتشريحها وبيان سبب الوفاة، وبسؤال أهل الشاب القتيل أكدوا بأنه يعمل سائق توك توك بعد أن يخرج من مدرسته ليساعدوا والده فى الإنفاق على أشقائه الصغار.
تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء عصام الحملى مساعد وزير الداخلية الأسبق، رئيس مباحث سوهاج فى ذلك الوقت، وبدأنا فى فحص عربات التوك توك الكثيرة