عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رصاصة الرحمة..الزوج أطلق الرصاص على نفسه حرصا على مرض زوجته

بوابة الوفد الإلكترونية

عشق اسمها وصورتها وقلبها النابض حباً وكل تفاصيلها، فهى «منى» ومنية القلب وسعادة الدنيا، عاشا سوياً فى أحلام اليقظة وتعاهدا على الحب الوفاء والإخلاص حتى آخر العمر، بعد أن جمعتهما صلة القرابة قبل الحرم الجامعى، «حسين» يحلم باليوم الذى تكون فيه «منى» زوجته رأى فيها الإنسانة التى ستسعده، وتصون شرفه وكرامته، تبادلا عبارات الحب والغرام، قالها «لا حياة لى بدونك يا منى».

أحداث قصتنا، رمز الحب والوفاء ما بين مأذون قرية الروضة، و«منى» ابنة قرية الشيخ عبادة، المعلمة بإحدى المدارس بمركز ملوى جنوب المنيا، قصة حب شهد لها القاصى والدانى، وكللت بالزواج عاشا نعيم الحب الصادق والوفاء، «منى» يحكى الناس بجمالها الخلاب، وحسين يشهد له بحسن الخلق وطيبة القلب بين أهالى القرية.

فهو مأذون القرية، هو من يجمع الأحبة على شرع الله، ويصلح بين الأزواج فكان بمثابة حمامة سلام بين أهل القرية، وزوجته منى تستيقظ فى الصباح مبتسمة ومشرقة، تضفى البهجة على أروقة المنزل، تحضر وجبة الإفطار لها ولزوجها، وتذهب لعملها بالمدرسة، وتعود من عملها لتحضير الغداء وقضاء احتياجات المنزل، رفرفت السعادة بجناحيها.

وكانت «منى» «قدم السعد» على المأذون، فمن لحظة عقد قرانهما وخيرات الله تتدفق كالطوفان على زوجها، حتى تمكن من شراء 5 أفدنة وإقامة مصنع لتصنيع «الكرتون»، لتجيء أولى ثمرة الحب الصادق «محمد»، ومن بعده «محمود»، أسرة يتحاكى الجميع بتماسكها، زوجة مبتسمة تعرف كيف تجعل السعادة تتاطير كالفراشات الحالمة فى أركان المنزل، وزوج صادق ووفى، يشرك زوجته فى كل شيء، يحكى لها وتحكى له، لا حاجب بينهما ولا ساتر، فهى سره وحبيبة قلبه، وهو زوجها وتاج الرأس.

خططا طويلاً لتأمين مستقبل الأولاد بعد أن وصل محمد إلى السنة الأولى بكلية الطب، ومحمود أصبح فى المرحلة الإعدادية.

كانت «منى» تستعجب حينما تترامى إلى أذانها، بعض حكاوى الغرفة الخاصة لزوجها، وهى تسمع مشاكل بعد السيدات مع أزواجهن، سمعت من كانت تجيء باكية طالبة الطلاق من زوجها لبخله، أو لأنه لا يحبها ويحب بنت الجيران، أو لأن زوجها تزوج عليها بأخرى، وأخرى تريد الانفصال بسبب تأخر الحمل، ورابعة تريد من زوجها أن يكتب لها جزءاً من مملتكاته.

ولكن تلك هى الدنيا، لا أمان لها، وتتراقص بنا مثل العرائس، فلا أمان لضحكاتها، ومخطئ من يتعشم بها لأقصى درجة، أقدارها محتومة، والويل كل الويل إن غضبت الدنيا وكشرت عن أنيابها، تقلب الأمور رأساً على عقب، ليس هناك من يستطيع أن يأمن مكرها.

في يوم «منى» استيقظت كعادتها مبتسمة، لتجهيز الإفطار، إلا أنها شعرت بألم، صرخت.. هرع الكل إليها، الزوج كاد أن يشت عقله حينما صرخت فهى قلبه النابض بالحياة وتتعلق أنفاسه بنبضات قلبها، وفى سرعة البرق، توجهوا للطبيب، أوصى ببعض الإشاعات والتحاليل، لتجيء الصدمة والطامة الكبرى، «منى» مريضة بالسرطان وأيامها فى الدنيا باتت معدودة، فى لحظة تبدل إشراق

الشمس إلى ظلام كاحل.

الزوج انهار بعد مرض زوجته الخطير، الكل يعرف أن شمس الأسرة قد تفارقهم، فى لحظة تبدلت الدنيا الضاحكة وعروس النيل، إلى عجوز شمطاء، أسودت الدنيا فى عيون زوجها، فهى زوجته وأمه وشقيقته وابنته، هى من بنت معه الأسرة، أسعدته، جعلته شهريار زمانه، روته من حبها الصافى، وكانت له السند والعون فى تربية أولادها، الزوج أدرك أن غدر الدنيا قد حان موعده، وأنه لا حياة له بعدها، لا يتحمل أن يضعها فى نعش ويدفنها، لا يستطيع أن يستيقظ من النوم ولا يرى ابتسامتها، فهى الحياة ولا حياة بدونها.

انطفأ وجه الزوج وأصبح شارداً عابساً، لا يطيق العيش ليدخل فى أزمة نفسية واكتئاب، المأذون لم يتحمل نظرات الشفقة والعطف فى عيون أهل القرية، يدخل على زوجته ويمسك بيدها، لو أملك أخد من عمرى وأديلك ما تأخرت، لا تموتى يا «منى»، الزوجة تحاول أن تشد من آزر زوجها، الأعمار بيد الله.

كلماتها كانت كالطلقات التى تخترق فؤاد زوجها، لم يتحمل أن يرى دموع الألم والفراق فى عيون زوجته، والتى أصبحت أنفاسها معدودة فى الدنيا، الموت يخيم بأجنحته السوداء على المنزل، المأذون يهرول دون وعى يمسك بمسدسه المرخص، نسى كل شيء، ولم يدرك وقتها سوى شيء واحد هو أنه لا حياة له بعد وفاة زوجته، أمسك بمسدسه ووضع طلقاته، والشيطان يوسوس له فى أذنيه، اخلص واضغط على الزناد، ريح نفسك من العذاب، خلاص هتعيش لمين، زوجتك وأم أولادك سوف ترحل.

شريط الحياة يمر أمام عينيه وهو مصوب فوهة المسدس نحو رأسه، الذكريات الجميلة مرت أمام عينيه، وبعدها يضغط على الزناد لتنطلق الرصاصة مخترقة رأسه يسقط صريعاً، ودموعه فى عينيه، زوجته تقوم من فراشها تجهد وسط بركة من الدماء، ترتمى عليه، تمسك يديه تقبلها وتصرخ، حرام عليك، لينطق بأنفاسه الأخيرة لأننى «أحبك» ولا أستطيع العيش من بعدك.