هربت من جحيم أسرتها بالزواج.. أم تطالب بنفقة عدة ومتعة: أحلامي ضاعت

تفرغ "فايزة" التى تستعد لاستقبال عامها الثلاثين من أداء أعمالها المنزلية سريعًا، ثم تلتقط ملابسها البالية وخمارها الحريرى، وكومة من أوراق تقاوم الفناء، وتنطلق بعد أن اصطحبت طفليها "رحمة ومحمد" إلى محكمة أسرة البساتين، لتعرف مصير الدعوى التي رفعتها ضد زوجها "قناوي" لتلزمه بدفع نفقة عدة ومتعة لها ومؤخر صداقها، وبعد معافرة مع الزحام تسقط الزوجة الثلاثينية بجسدها الهزيل على مقعد بأقصى مكان بقاعة الجلسات فى انتظار بدء الجلسة.

 

تقول الزوجة فى بداية حديثها: "تزوجته كي أهرب من السجن الذى بناه والدى ووضعنى فيه أنا وأخواتى، فقد كان رجلا متشددًا وقاسيًا، يحرم كل شىء ويرى أن البنت مكانها فى النهاية بيت زوجها، ولايحق لها أن تحلم وتسعى لتحقيق حلمها، وكنت أظن أن هذة الزيجة ستضمن لى أن أكمل تعليمى الذى رفض أبى أن أواصله، فقد كنت أطمح فى الالتحاق بالجامعة، بحيث يصبح لي مصدر دخل ولي شأن وكبان مستقل، ولذلك لم أبالِ بالـ10 أعوام التى كانت تفصلنى عن زوجي، ولكن يبدو أن كل حساباتى كانت خاطئة، فبعد الزواج لم يفِ زوجي بعهده الذى قطعه على نفسه من قبل ورفض أن أستكمل دراستي بدعوى أن البيت بحاجة لتفرغي، وأن الدراسة ستعطلنى عن أداء مهامي كزوجة، وأيَّده والدي فى قراره".

 

تنتزع الزوجة من شفتيها الجافتين ابتسامة حزينة وهى تواصل حديثها:" تخليت عن حلم الالتحاق بالجامعة،

وتفرغت للبيت ولإنجاب الأطفال تنفيذًا لأوامر زوجي الذى لم يكن يكف عن الإلحاح عن إنجاب المزيد من الأولاد، ولم يسمح لى خلال السنوات التى عشتها معه أن أقترب من محل عمله وعندما حاولت فعلها ذات مرة كان التوبيخ والطرد والضرب أمام العاملين جزائى، ومن وقتها لم تطأ قدمى محل عمله، ولم أعد اسأله عن أى شأن يخصه، وبت أتحصل على بضعة الجنيهات التى يلقيها إلىَ فى نهاية كل شهر وأدبربها نفقات البيت وأنا صامتة".

 

تنهى الزوجة حديثها :"وبعد فترة امتنع عن الإنفاق علينا نهائيًا وعندما طلبت منه أن ينفق علينا رفض فشكوته لأهله والجيران وليعاقبنى زوجى على فضحى له وشكوتي للناس، حاول إجباري على طلب الطلاق دون أن يدفع لى مليمًا من حقوقى المالية والشرعية، وكف أيضًا عن دفع إيجار البيت، فلجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضده دعوى نفقة زوجية، وطالبته بأداء نفقة عدة ومتعة".