جريمة في الذاكرة..زوجة أب قاتلة
أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم
الزمان – 2016
المكان - مركز طهطا بسوهاج
الواقعة – قتل عمد
«زوجة الأب القاتلة»
اللواء عاطف أبوالعباس نائب مدير أمن سوهاج الأسبق، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها فى العام قبل الماضى، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت ضحيتها طفلة صغيرة، على يد زوجة أبيها بسبب الغيرة، فقامت بضربها حتى فارقت الحياة وزعمت تأديبها، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وتنال المجرمة عقابها على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».
يقول اللواء عاطف أبوالعباس: فى شهر فبراير من عام 2016م، عندما كنت أعمل نائباً لمدير أمن سوهاج لقطاع الشمال، تلقينا إشارة من مستشفى طهطا المركزى بوصول الطفلة زينب حنفى ثلاث سنوات من قرية حاجر مشطا، مصابة فى الرأس ولفظت أنفاسها الأخيرة، وقررت زوجة أبيها أنها سقطت على الأرض أثناء لهوها بالمنزل، فقمنا بإخطار النيابة العامة التى أمرت بانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف عليها، حيث قرر الطبيب عدم الجزم فى سبب الوفاة لشكه فى وجود شبهة جنائية، ما جعل النيابة العامة تأمر بتشريحها لبيان سبب الوفاة، وكلفتنا بالتحرى عن الواقعة، وكانت نتيجة تقرير الطبى الشرعى أنها تعرضت لضرب مبرح.
بدأ فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله برئاسة اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج - آنذاك - فى العمل ليل نهار لكشف خيوط الجريمة،
فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن الشقيقة الكبرى للقتيلة كانت تتحدث بكلمات غريبة أمام زملائها بالمنطقة، فأحضرناها وكانت خائفة من الكلام فى بادئ الأمر، ثم حكت لنا بأن زوجة أبيها قامت بضرب أختها وهددتها بالقتل لو تحدثت فى هذا الموضوع، فقمنا باستدعاء زوجة الأب وإعادة مناقشتها ومواجهتها بأقوال شقيقة الطفلة القتيلة، وبما توصلت إليه التحريات، فانهارت واعترفت بأنها كانت تنوى تأديبها بسبب لعبها المتكرر ولم تكن تنوى قتلها، وتمت إحالتها إلى النيابة العامة، فأمرت بحبسها على ذمة التحقيقات وأحالتها محبوسة إلى محكمة جنايات سوهاج فقررت معاقبتها بالسجن ثلاث سنوات بعد أن استعملت معها أقصى درجات الرأفة.