قتل عمد
أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًاً تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم
الزمان - 2013
المكان- قسم أول سوهاج
الجريمة -
اللواء إبراهيم صابر الخبير الأمنى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها من نحو خمس سنوات وما زالت عالقة فى ذاكرته لأنها راحت ضحيتها طفلة صغيرة على يد أبيها، دون ذنب اقترفته يداها البريئتان سوى أن والدها أخفاها ليبتز جاره الغنى وعندما صرخت الطفلة قام والدها بكتم أنفاسها وشاءت إرادة الله أن يتم كشف خيوط الجريمة والقبض على الجانى، وقد توافقت هذه الواقعة مع القول المأثور بأن الجريمة لا تفيد وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد)
الأب القاتل
يقول اللواء إبراهيم صابر: فى شهر نوفمبر من عام 2013 عندما كنت أعمل مديراً لأمن سوهاج، تلقينا بلاغاً من عمر عبدالله 55 سنة عامل مقيم بقسم أول سوهاج باختفاء نجلته هدير 5 سنوات عقب ذهابها لأحد محلات البقالة بالمنطقة التى يقيم فيها لشراء الحلوى، واتهم جاره جمال عشرى 44 سنة مقاول باختطاف نجلته لوجود خلافات بينهما بسبب الجيرة.
قمنا باستئذان النيابة العامة والقبض على المقاول وأثناء تفتيش منزله والحوش الملحق به عثرنا على جثة الطفلة فاصطحبناه معنا إلى ديوان قسم أول شرطة سوهاج ولكنه أنكر إنكاراً تاماً معرفته بالجثة وأثبت لنا بالبراهين والأدلة عدم وجوده فى المنطقة خلال هذا الأسبوع الذى
فقد أبلغنى أحد مصادرنا السرية أن الطفلة القتيلة تمت مشاهدتها بصحبة والدها قبل يومين من وقوع الجريمة، فألقينا القبض على الأب وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بشهادة الشهود وما أسفرت عنه التحريات، اعترف بأنه قام بإخفاء نجلته لابتزاز جاره الغنى وأثناء إخفائها فى مكان مهجور قامت الطفلة بالصراخ وحاول إسكانها لكنها استمرت فى الصراخ فقام بكتم أنفاسها وحملها إلى الحوش الملحق بمنزل جاره ووضعها داخله لإلصاق التهمة بها، وتم عرضه على النيابة العامة واعترف بجريمته تفصيلياً وقام بتمثيلها على مسرح الجريمة، فأمرت بحبسه على ذمة التحقيق وأحالته محبوساً إلى محكمة جنايات سوهاج فقضت عليه بالسجن المشدد عشر سنوات.