عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حلم خلف القضبان.. الابن الضال ضيع حلم والده بالاتفاق مع الشيطان

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب - محمد جلال:

عندما تضيق الحياة بالإنسان، وتغلق أبوابها فى وجهه وتدير ظهرها له وتشح الأموال، مثلما تجف الأنهار من الماء، فهنا يهاجم الشيطان لكى يعبر هذه الأزمة بأى شكل كان، «طاهر» الذى يبلغ من العمر 26 عاماً، طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لم ينتبه لكونه شاباً صاحب فكر عال وتعليم جيد واتبع خطواته الشيطانية فى سرقة الناس بالإكراه هو وصديقه وسرقة سائق لم يجدا معه سوى 15 جنيهاً، وانتهى به المطاف خلف القضبان بمحكمة جنايات الجيزة، التى عاقبته بالسجن المشدد 3 سنوات.

لم تسع الدنيا فرحة عم «عنتر» العامل البسيط، عندما رزقه الله بابنه «طاهر»، الذى انتظره لسنوات عدة مكث يدعو فيها ربه لكى يرزقه بهذا المولود الذى ملأ حياته بالسعادة والسرور، فسخر هذا العامل البسيط حياته فى العمل ليلاً ونهاراً والمشقة لكى يسعد حياة ابنه ويعلمه تعليماً جيداً لكى يراه فى أرفع المناصب ويطمئن على مستقبله ويرسم له حياة أفضل مما هو عليه.

وبالفعل سخر الرجل نفسه فى العمل لكى يوفر مصاريف تعليم ولده فكان دائم الحرص على أن يكون من أوائل الدراسة، مرت الأيام وكبر الابن حتى بلغ المرحلة الثانوية، فأراد والده أن يدخله كلية ذات شأن عال، فأخبر ابنه بأنه يريد أن يدخله كلية الإعلام، وبالفعل دخل الابن كلية الإعلام لكى يحقق رغبة والده وهنا بدأ تنمر الابن على والده.

فمثل أى أسرة بسيطة كانت تمر أيام ضيق شديدة على الأب وولده فيصبر الوالد ابنه عليها، ولكن الابن كان دائم التذمر على النعمة فلا يعجبه ما يفعله والده من أجله، يريد أن يظهر بشكل فوق مستوى معيشته لكى يكون مرموقاً وسط أصدقائه ولم يراع عمل والده الشاق من أجله ومن أجل سعادته، وكانت الطامة الكبرى عندما أخبر والده بأنه يحب امرأة ويريد الزواج منها.

زاد العبء على الوالد أكثر فأكثر ولكنه لم يتأخر عن طلب ابنه وساعده على الزواج من التى اختارها قلبه لكى يعيش حياة أسرية ناجحة وسعيدة، ومرت الأيام وتزوج الابن ولكنه لم يصن حياته الأسرية ولا عمله ولا تعليمه الجيد أيضاً، بعدما انجرف مع أصحاب السوء ولوثوا سمعته وأفكاره بحكايات وروايات مليئة والحرام.

كان كثيراً ما يمر على الطالب أيام ضنك شديدة فيلجأ إلى صديقه الذى يخبره بأنه لديه عمل له سيوفر له متطلباته ويجعله لا يحتاج إلى أحد يذهب إليه ليطلب يد العون، ألا وهو «السرقة»، وبالفعل وافق الطالب على عرض صديقه

وجلسا وثالثهما الشيطان يخططان لتحديد ضحاياهما وعملياتهما التى ستبدأ على الفور.

وفى يوم الجريمة، وفى جنح الليل، خرج الصديقان إلى الشارع عاقدين النية على سرقة أى أحد الليلة وفى طريقهما أوقفا سائقاً لكى يقلهما إلى مكان ما، وما إن وصلا إلى مكان بعيد عن أعين المارة، قاما بإيقافه وأشهرا سلاحاً نارياً فى وجهه، وتعديا عليه بالضرب، وتمكنا بتلك الوسيلة من الإكراه من شل مقاومته، والاستيلاء على الهاتف المحمول خاصته و15 جنيهاً ولاذا بالفرار.

استغاث المجنى عليه بالشرطة التى تمكنت من ضبط المتهمين وبحوزتهما السلاح، و15 جنيهًا حصيلة السرقة أو الجريمة.. نعم، 15 جنيهاً كانت ثمن مستقبل «طاهر»، والده الذى أفنى حياته فى سبيل أن يرى ابنه فى مركز مرموق فى المجتمع وذى شأن عال.. 15 جنيهاً أنهت حلم الرجل البسيط الذى علم بما فعل ابنه وأنه قد ألقى القبض عليه وحُددت له جلسة محاكمة عاجلة فهو متهم بالسرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح.. 15 جنيهاً هى الثمن.. تحامل الأب على نفسه ليذهب لحضور جلسة النطق بالحكم على حلمه الضائع.. على ابنه.. على ثروته التى ضاعت بسبب طيش ابنه.. ووقف «طاهر» خلف القفص الحديدى منكس الرأس لا يستطيع النظر إلى عينى والده، عينى والده اللتين غرقتا بالدموع فى قاعة المحكمة. لم يستطع النطق بأى كلمة.. ماذا يقول وبماذا يحكى.. وجاء الحكم القاسى 3 سنوات سجنًا على «طاهر»، جزاء فعلته.. خرج الأب من قاعة المحكمة هائماً على وجهه لا يعرف أين يذهب أو ماذا يفعل بعد أن فقد الحلم والابن وعاد إلى منزله لا يخرج منه فى انتظار عودة الابن الضال.