رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة فى الحى الهادئ.. أحمد دفع حياته من أجل سرقة ألف جنيه

بوابة الوفد الإلكترونية

 

لم يكن يتوقع «أحمد العراقى»، صاحب الـ66 عاما، الذى يحمل الجنسيتين العراقية والسويدية أن تكون نهايته على يد أقارب زوجته بعد أن رفض أن يدفع لهم مبالغ مالية طلبوها منه، فخططوا لسرقته لكنه اكتشف أمرهم ولم يقتنع بالحيلة التى حاولوا إقناعه بها بأنهم من رجال المباحث وأنهوا حياته لدى محاولته الاستغاثة بالجيران لضبطهم.

منذ قدوم الضحية للإقامة بالقاهرة حرص على شراء شقة بمنطقة هادئة فلم يجد أنسب لرغبته من منطقة الشيخ زايد، حيث الأشجار والبنايات الحديثة، التى تصطف إلى جوار بعضها بشكل هندسى منمق، وبعدها عن العشوائية وتوفر له الهدوء النفسى الذى يحتاج إليه بعد عذابات الحرب التى عاناها فى بلاده.

فكر الرجل المسنّ فى الزواج من فتاة فأهداه أحد معارفه إلى زوجته «أسماء»، صاحبة الـ18 عاما، لانتشالها من الفقر الذى تعيش فيه، لم يتردد الرجل فى التفكير فى تلك الزوجة رغم صغر سنها طالما هأقدر أصرف عليها لا حرام فى ذلك ولا عيب، هكذا حدث نفسه وتحلى بالشجاعة وذهب إلى منزل العروس وطلب يدها من أسرتها التى وافقت عليه بعد أن أغدق عليهم الهدايا ووفر عليهم عبء تجهيزها.

كان الطرفان ينظران إلى بعضهما على أن كلا للآخر سلعة اشتراها بما لديه فالزوج المسنّ رأى أن أمواله تذيب فارق السنوات بينه وبين زوجته، بينما أهل الفتاة وجدوا أن من حقهم طلب الأموال منه فى أى وقت بعد أن أهدوه زهرة فتيات العائلة «جوارة مايحلمش بيها» ورغم كل ذلك انعزل الرجل فى حياته مع زوجته حتى أنه ابتعد عن أهلها الذين لا يملون من طلب الأموال منه.

لم تستقر الحياة كثيرا بين الكهل وزوجته الشابة وعرفت المشكلات العائلية طريقها إلى المنزل ففارق السن بينهما كان كفيلا ليخلق حالة من عدم الانسجام والتقارب فى وجهات النظر، لكن الحياة بينهما كانت تسير دون توقف على أمل أن تنصلح الأحوال فى المستقبل القريب.

من بعيد كانت تراقب خالة زوجة الضحية حياتها وتنظر إليها بعين النقمة على رغد العيش الذى تعيشه بينما هى تتهرب من الدائنين، حتى لا يلمحها أحد ومطالبتها بأموالهم، فكرت كثيرا فى سرقة ابنة شقيقتها لكنها رأت أن الغنيمة الأكبر بين جدران منزلها تكمن فى زوجها الذى يملك مبلغا كبيرا من المال ويرفض إقراضها منه.

قفزت حيلة شيطانية إلى عقل خالة الزوجة التى عقدت صفقة مع الشيطان أثناء جلسة سمر مع اثنين من رفقاء السوء «فيه عملية فيها مصلحة حلوة» لينتفض الاثنان من على مقاعدهما مطالبين إياها بالإفصاح فورا عما يدور فى عقلها وأن تترك لهما مهمة التنفيذ.

جلست السيدة الثلاثينية على مقعد خلف ظهرها وبدأت تشرح لهما عما يدور فى ذهنها منذ فترة «هنسرق واحد عراقى»، مع اندماجها فى الحديث كان الآخران يستمعان إليها جيدا خوفا من أن يفوتهما أى تفصيلة عن الواقعة التى اعتبروها منقذا لحالة الضنك التى يعيشون فيها، لكنهما بعد أن اتفقا على تحديد الضحية اختلفا على طريقة تنفيذ الواقعة، حتى استقرا على إحدى الطرق الشائعة للسرقة.

«إحنا نعمل مباحث».. استقر ثلاثى الشر على انتحال صفة رجال أمن وانتظار السيدة فى السيارة أمام العقار حتى إنهاء مهمتهما وبالفعل استدرجت الخالة ابنة

شقيقتها فى الكلام حتى عرفت منها موعد عدم وجودها فى المنزل ليكون بالنسبة لهم هو ساعة الصفر، وأن زوجها الضحية سيكون بمفرده ويلتقط الطعم وينجحوا فى تنفيذ جريمتهم.

وصل المتهمون بعد خروج الزوجة إلى المنزل وطرق المتهمان باب الشقة وفتح لهما الضحية الباب «عايزين نفتش الشقة»، لم يقتنع الرجل بكلامهما فهيئتهما لا تبدو أنهما يتبعان رجال المباحث وبدأ يستدرجهما فى الحديث حتى تأكد من طريقتهما أنهما ينويان سرقته، حاول المجنى عليه الاستغاثة بالجيران لكن نصل السكين الذى كان يحملانه كان أسرع فى الوصول إلى صدر المجنى عليه ليكتم صرخاته داخله، لتأتى بعد ذلك المتهمة التى تنتظرهما فى السيارة خارج المنزل وتطلب منه أن يفصح لهما عن مكان احتفاظه بالمال لكنه رفض، فقرروا التخلص منه وتفتيش الشقة بمعرفتهم.

8 طعنات فى جسد الضحية كانت كفيلة بإنهاء حياته وإراقة دمائه على أرضية الشقة ليكمل الجناة باقى مخططهم والعبث بمحتويات الشقة بحثا عن المال لكنهم لم يجدوا سوى ألف جنيه وخاتم ذهبى وفروا هاربين قبل وصول الزوجة، وكأنهم ارتكبوا جريمتهم من أجل ذلك المبلغ الضئيل.

على الناحية الأخرى كانت الزوجة تريد أن تطمئن على زوجها وكأن شيئاً حدثها بأن مكروها حدث له لكنه لم يكن يرد على اتصالاتها فلم تجد أمامها سوى حارس العقار، تطلب منه أن يطمئن على زوجها ليفتح باب الشقة ويجده غارقا فى دمائه وقد فارق الحياة، «أحمد اتقتل».. صعقت الزوجة بما سمعت وهرولت إلى منزل الزوجية لتجد أن ما سمعته لم يكن مزحة.

وبعد دقائق وصلت قوات الشرطة وبدأت مهمة البحث عن الجناة، حتى توصلت التحريات إلى أن خالة الزوجة واثنين من أصدقائها وراء الواقعة لسرقة الضحية، ولكن تطور الأمر إلى القتل بعدما تعرف الضحية على الجناة، ووقف المتهمون يعترفون أمام رجال الشرطة بتفاصيل جريمتهم: «رفض أن يبلغنا عن مكان الفلوس» وكأن ذلك كان مبررا لإزهاق روحه دون شفقة أو رحمة.. مات الرجل الذى هرب من جحيم الحرب ليلقى حتفه بسبب جنيهات قليلة وترك الشقة والحى الهادى الذى رغب فى اختتام حياته فيه، وترك الحياة بأكملها.