عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطفل «براء» دفع حياته ثمنًا لحفنة من المال

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يشفع الإحسان الذى أغدقه والد الضحية على الشيطان البشرى الذى أعمت قلبه الأموال وراح يكتم أنفاس الطفل «براء» بون أى رحمة أو شفقة تأخذه بهذا الملاك صاحب الـ 6 أعوام، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة ولم ينته مخططه الشيطانى عند هذا فقام بتجريد الطفل من ملابسه لكى يستغلها فى ألعوبته وبعدها تخلص من جثة الطفل بإحدى مداخن مصانع الطوب، ولم يمكث طويلاً وقام بمساومة والد الطفل على مبلغ مالى بعدما وضع ثياب الطفل أمام منزل ابن عمه، ليقنعه أنه وسيط بين تاجر اختطف ابنه وبينه.

المصابيح مضيئة والقلوب تسكنها البهجة لحفل زفاف أحد أفراد العائلة والجميع سعيد والأطفال يلعبون ويرقصون ومن بينهم «براء» وأخوته، وهناك ذئب يتربص لفريسته وينتظر الوقت المناسب لينال منها، انتهى الفرح وعاد الجميع إلى منازلهم وما زالت البسمة تملأ وجوههم، عاد الإخوة دون أخيهم الأصغر، الأم تسألهم أين أخوكم؟ الأخوة: لا نعلم نحسبه أنه عاد إلى المنزل قبلنا، تبدلت الابتسامة إلى هم ملأ وجوه الأسرة الصغيرة قلقاً على طفلهم الصغير.

عاد الأب إلى قريته «كفر سنباط» بعدما ترك الفرح وذهب إلى المدينة «زفتي» لشراء متطلبات لأسرته، وعلم أن الفرح قد انتهى فعاد إلى منزله، ليجد الهم يخيم على أسرته، وبكل لهفة سألت الأم زوجها هل رأيت «براء»؟ أين ابنى؟، فأخبرها بأنه تركه يلعب مع أخوته، علم الأب أن طفله لم يعد إلى البيت وفى بداية الأمر ظنا أنه ما زال يلعب فى مكان الفرح، ولكن كان للقدر شىء آخر.

وظلا ينتظران صغيرهما إلى أن جاء الصباح ولم يرجع «براء»، ازداد قلق الأسرة، وهرول الأب إلى أقاربه أصحاب العرس ليسألهم عنه، وأخبروه أنهم لم يشاهدوه من ليلة البارحة أثناء العرس، فظلا يبحث هنا وهناك فى جميع أنحاء القرية، وقام بتأجير سيارات بمكبرات صوت للبحث عن الطفل ولكن دون جدوى، وفجأة هاتف الأب يرن الزوجة تطلبه، انتفض قلب الأب ويفتح الهاتف إذ بالزوجة تصرخ وتبكى الأب «فى إيه فى إيه»، ولم يتمكن الأب من فهم أى شىء لكثرة بكاء الأم.

عاد الأب مسرعاً إلى منزله، فوجد زوجته تحتضن ثياب «براء» بعدما ملأت بدموعها الحزينة، يسأل الأب ماذا حدث؟ الأم منهارة أنا عاوزة ابنى أنا عاوزة ابنى وغابت، فأخبره أحد أبنائه بينما نحن جالسون طرق الباب فقامت أمى بفتح الباب وإذ بها تصرخ وتقول براء براء عندما شاهدت ملابسه التى يحملها ابن عمى، وأخبرنا أنه وجد الثياب أمام باب منزله فى الصباح، هرول الأب إلى قسم الشرطة وقام بتحرير محضر وأمر رئيس المباحث بسرعة تشكيل فريق بحث بعدما اهتز قلبه تجاه هذا الطفل.

عاد الأب بصحبة قوة أمنية من القسم إلى القرية لإجراء التحريات اللازمة، وأثناء البحث خاطف «براء» يراقبهم لكى يكون على علم بكل شىء، وفجأة هاتف الأب يرن... أحد الأشخاص أبلغ الأب عبر الهاتف أن ابنه قد خطف ويجب دفع فدية «300 ألف جنيه»، وأنه حلقة وصل بينه وبين الخاطف وأخبره بأن الخاطف تاجر أقمشة من الصعيد، فلم يجد الأب ما يفعله غير أنه وافق على الفدية بعدما أشار له ضابط المباحث للموافقة لكى يتوصلوا لهذا الخاطف، وظن المتهم أنه سوف ينجح مخططه ويحصل على الأموال ولكن أراد

الله أن ينكشف قبل أن يحصل على الأموال.

أثناء بحث قوات الشرطة عن الطفل أخبرهما شاب يعمل بأحد مصانع الطوب بأنه رأى شخصاً يحمل شيئاً ملفوفاً بقماشة بيضاء بعد صلاة الفجر وذهب إلى مصنع الطوب المهجور، أسرعت القوة والأب الملهوف إلى المصنع المهجور وظلا يبحثان ولكن لم يجدوا شيئاً، وتوصلت القوات إلى الشخص الذى رآه الشاب من خلال وصفه، ويدعى «رضا»، ومقيم بمنزل شقيق الطفل، أصابت الأب حالة من الدهشة وظل يردد: «رضا.. كيف رضا هو دا جزاء الإحسان أنا معملتش معاه حاجة وحشة، دا أنا وقفت معاه لما كان محبوس ودفعتله ديونه هو دا جزاء الإحسان».

ألقت الشرطة القبض على المتهم «رضا»، وفى البداية أنكر خطف الطفل وبتضييق الخناق عليه، اعترف بأنه قام بخطف الطفل «براء» أثناء لهوه فى حفل الزفاف من أجل الحصول على الأموال، وأنه استعان بأحد أصدقائه ليساعده فى عملية الخطف بعدما أقنعه أنهما سيحصلان على مبلغ مالى كبير من والد الضحية، نجحت خطتهما وقاما بخطف الطفل والجميع منشغل فى حفل الزفاف، فظل الطفل يصرخ دون توقف، ولم يدر ماذا يفعل، وبكل قوة قام بوضع يده على فم «براء» حتى انقطعت أنفاسه.

خرجت روح الطفل إلى بارئها، بعدما حبستها يد الخيانة وفجأة يقف الشيطان ولم يدر ماذا سيفعل، وفى دقائق معدودة وضع خطة بديلة لكى يتحصل على النقود، فقام بخلع ملابس براء ليستخدمها فى خداع أسرته، وقام وضعها أمام منزل أحد أقارب الطفل، وقام بلف الجثة فى قماشة بيضاء وقام بأخذه إلى مصنع الطوب المهجور ووضع جثته داخل «مدخنة» وأغلق بابها بكتلة حديدية لكى لا يفتضح أمره، وعاد إلى بيته لكى يكمل، لكى ينال النقود لمروره بضائقة مالية.

وجاءت لحظة الفراق، بعد أن أعادوا جثة «براء» إلى منزله لغسله ووضعه فى الكفن تمهيداً لدفنه، ظلت الأم تحتضن الأم جثة طفلها ودعت صغيرها إلى المقبرة، رجعت إلى البيت مرة أخرى خيم الحزن على العائلة والاشتياق إلى الانتقام، وأصبحت تتمنى أن ترى قاتل طفلها أسفل المشنقة لكى يهدأ نارها وحزنها على طفلها الذى لم يكن له أى ذنب غير أنه ابن صاحب الإحسان.