رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القتل الرحيم.. «خالد» تخلص من ابنه المعاق ليرحمه من عذاب الحياة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تكاليف علاج باهظة.. دخله اليومى لا يكفى، تعب وإرهاق بعد يوم عمل شاق فى المقهى الذى يعمل به، ويأس قاتل تملك من الأب، لفقدان الأمل فى شفاء ابنه المنغولى من حالته الصحية، ضغوطات حياتية كثيرة وقعت فوق كاهل «خالد»، 52 عاما، ليقرر أن يصب جام غضبه على طفله الوحيد «أحمد» صاحب الـ22 عاماً من السن، والـ٣ سنوات من العقل والجسد.

عاد «خالد» من عمله بعد يوم شاق وتعب وإرهاق شديدين، ليدخل يجد ابنه فى حالة يرثى لها ويحتاج من ينظفه ويهتم به، ليتولى على مضض العملية وهو غير قادر على فعل أى شيء، وبعد الانتهاء جلس الطفل الكبير يبكى لتثور ثائرة الأب لما يعانيه من ضغطً عصبي بسبب ظروفه المعيشية، ويلقى بنجله فى الأرض، الصدمة كانت كفيلة فى الحال أن تحطم عظام الولد المصاب فى الأساس بمرض العظم الزجاجى، ليلفظ أنفاسه فى الحال، ويتركه بين ذنب لم يقصده وحيرة وضياع وحسرة على ثمرة عمره الوحيدة.

قبل ما يزيد على الـ23 عاماً تزوج خالد بابنة خاله، شابة جميلة وهو أولى بها، هكذا كان رأى الجميع، فيتزوج بها وينجبان ولدهما الأول، طفلًا معاقا ذهنيا خلاف إصابته بأمراض عديدة، ليقرر «خالد» أن ينفصل سريعا عن زوجته بعدما أدرك أن مصير كل أولاده سيكون مثل مصير «أحمد»، ليقرر أن يتحمل هو العذاب مع الطفل المسكين، طفل لا يتكلم ولا يقدر حتى على الحراك، لا يستطيع أن يعبر عن تعبه أو جوعه أو حتى عطشه، جحيم عاش به الولد ومعه أبوه، ليكون له بمثابة الأب والأم، وصبر خالد محتسبًا كل ذلك داعيا الله لرفع البلاء وأملاً فى شفائه فى يوم ما.

قبل عام فقد خالد الأمل الذى قضى عمره يحلم به، بعدما جاءت التقارير الطبية وأقوال الأطباء أن الولد سيقضى ما بقى من عمره هكذا، حتى إنه لن يستطيع أن يتحرك أو حتى يعتمد على نفسه فى شىء، جلس خالد ينظر لطفله بحسرة متسائلاً: من له من بعدي؟، ومن سيكون له خادمًا غيرى وأنا ابن الـ50 عاما ولم يبق فى العمر بقدر ما ذهب، لتلوح فى ذهنه فكرة إدخال الولد داراً لرعاية المسنين، لكن حتى هذه الفكرة لم يقدر على تنفيذها، ليجد نفسه لا سبيل له غير قتل الابن أو كما رآها هو رحمة له من هذا العذاب المستمر الذى يعانيه والذى لن يتحمله أحد من بعد موت الأب.

بعد قتله الرحيم لابنه المعاق احتار «خالد»

ماذا يفعل وإن ذهب لأى مستشفى سيكشف أمره ويذهب خلف القضبان، فقرر إخفاء الجثة ليقوم ببناء مصطبة فى غرفة كان استأجرها بحى الجيارة بمنطقة مصر القديمة ليقيم فيها، وبعد تغليف جثة الولد بأكياس بلاستيكية لمنع ظهور رائحتها قام بوضعه داخل المصطبة وردم عليها، وهكذا اعتقد أن أمره انتهى، وبدأ يخبر الجميع عن موت ابنه فى مستشفى قصر العينى، وأن الولد قد دفن فى مقابرهم وانتهى أمره ورحمه الله من عذابه الذى كان يعانيه، وغادر خالد الغرفة من بعدها وانقطعت صلته بالحى والمنطقة بأكملها.

لم تستمر الغرفة مغلقة كثيرا ليأتى أحد الباحثين عن سكن ويتفق مع أصحاب العقار على استئجار الغرفة، والذى فور دخوله لاحظ وجود مصطبة أسمنتية خلاف الروائح الغريبة تخرج منها، ليخبر أصحاب البيت الذين فوجئوا بوجود المصطبة ويحاولون إزالتها، وأثناء عملية الهدم ظهر لهم جسد الفتى المتحلل والبقايا العظمية له، ليقوم الأهالى بإبلاغ الشرطة التى كشفت تحرياتهم أن مستأجر الغرفة القديم قتل ابنه المعاق لينقذه من عذاب مرضه.

ساعات قليلة حتى تمكنت قوات الأمن من ضبط الأب، والذى فور مواجهته بالعثور على جثة ابنه، أقر أمام رجال المباحث بقتل ابنه، وأدلى باعترافاته، وردد كلمات: قتلته عشان تعبت وعايز أرتاح، الحياة صعبة ومش لاقى مصاريف أصرف عليه وعلاجه مكلف وأنا على باب الله، أنا خلاص قربت أموت وعندى ٥٠ سنة ومستنى قضاء ربنا وكان لازم أتخلص منه عشان أرتاح وهو كمان يرتاح من عذاب المرض والألم، ماذا كان سيحدث لو فارقت الحياة فجأة من كان سيرعاه بعدى؟.. قتل الشاب المعاق بدون ذنب سوى مرضه الذى ولد به.. وسجن الأب.