رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة صانع السعادة.. طارق وضع البسمة علي وجه الجميع ومات علي يد زوجته

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتب - أحمد البحراوى:

كان محبوباً من الجميع وأينما سار نشر السعادة والبهجة إلى أن لقبوه بـ«صانع السعادة» غير أنه كان أشد الناس بؤساً، فدائماً يشتكى من زوجة كل ما فى حياتها هى المشاكل والخناقات وكلمة الطلاق التى لا تفارق لسانها، فهو يصحو على طلبها الطلاق وينام بعد سماعها.

تحمل «طارق» الكثير أملاً فى إصلاح الحال كان يحبها ويسعى لسعادتها هى وأولاده، متمسكاً بها ورغبة منه ألا يضيع الأولاد بينهما لكنها لم تقدر كل ذلك، وحين أدرك «طارق» ألا أمل قرر أن ينهى كل هذا ليقوم قبل الحادث بيومين بالذهاب إلى مأذون شرعى ويروى له الخلافات التى حوَّلت حياته إلى جحيم، ورغبته فى طلاقها والنزول على رغبتها حفاظاً على أبنائه من الضياع وسط كل هذه المشاكل.

ولكن حين يتجسد الشيطان على شكل امرأة لا يمكن أن تجد الراحة أو الهدوء، قامت قبل الحادث بيوم بالذهاب لمنزل والدته وإلقاء أولادها على عتبة بيت جدهم ورددت كلمات كثيرة سبّ واتهامات لـ«طارق» بأنه يأتى بالساقطات لمنزل والدته، وأنه يتعاطى المواد المخدرة ورحلت بعد أن تجمع الجيران والمارة، ولم ينته حتى تدخل الجيران لفض الأمر، وحين علم «طارق» أكد استجابته لطلبها، وأنه سيتم الطلاق مساء غد، لكن حظه العاثر وشيطانها لم يكن ليتركوه على قيد الحياة لهذا الميعاد.

اتصلت الزوجة بطارق صباح يوم الحادث تطلب منه الطلاق بعد مكالمة شملت الكثير من ألفاظ السبّ والتهديدات، فأخبرها أن ميعادهم مع المأذون هو الـ9 مساء حسبما رتب الأمر معه، لكنها أصرت أن يكون حالاً وفوراً، وحين أخبرها «طارق» بعدم قدرته على تنفيذ طلبها لأن الميعاد ما زال باكراً على اتفاقه مع المأذون، ألقت على أسماعه سيلاً من الشتائم والوعيد وأغلقت الهاتف.

صعد «طارق» بعد فترة قضاها جالساً على المقهى لعله يهدأ، وقرر أن يغفو قليلاً ليريح أعصابه من تلك المشاكل ليفيق على أصوات مرتفعة بالشارع وسبّ وتطاول على اسمه وأهله بالشارع من زوجته وشقيقتها، وحين نظر لها ليطلب منها الصعود رفضت وظلت تسبه وتطلب منه الطلاق علناً، وكان «طارق» يستعطفها ويطلب منها الصعود منعاً للفضيحة أمام المارة والجيران ولكنها لم ترضخ له، فقام بإرسال أولاده عند جيرانهم ونزل ليهدئ

من روع زوجته وشقيقتها اللتين جلستا أسفل المنزل، إلا أنه فور نزوله فوجئ بصفعة جاءت من وزجته على وجهه بكفيها، ورغم ذلك تمالك أعصابه فى محاولة منه ألا يزيد الأمر سوءاً وظل يهدئ من روعها.

أمام صمت «طارق» زادت الزوجة من أفعالها الشاذة والمستفزة، فثارت الحمية بدماء «طارق» فلم يتحمل أن يوجه له السبّ والضرب أمام الناس لتنشب بينه وبين زوجته مشادة بالأيدى ووسط غفلة منه قام شقيق زوجته بتسديد طعنات له بالقلب لتستكمل الزوجة وتقيد حركة «طارق» ليسدد له شقيقها طعنة نافذة بالقلب ليسقط «طارق» أرضاً ويصرخ طالباً المساعدة من الناس، وأن يبلغ أحدهم أهله، فيما كان يستعرض القاتل سلاحه ويلوح به أمام الحاضرين ليمنعهم من الوصول له.

قام الجيران بالإمساك بالقاتل ونقل «طارق» إلى المستشفى أملاً فى إنقاذه لكن محاولات الأطباء باءت بالفشل ليلفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى أحمد ماهر، قائلاً: مراتى وأخواتها قتلونى.

مات صانع السعادة، حزيناً مسفوكة دمه مفضوحاً بين الناس، شاكياً ربه ظلم زوجته وأشقائها تاركاً أولاده لا يعلم مصيرهم مع هذه المرأة القاتلة، مات صانع السعادة وأسلم وجهه وروحه للخالق ولسان حاله يقول: حاولت إسعاد الجميع وإسعاد زوجتى لم أبخل يوماً بالمال أو الجهد أو السعادة ولكنها حوَّلت حياته إلى عذاب، وأنهتها بالذبح.

أغمض عينيه للمرة الأخيرة، الكل يبكى وينعى أنه كان مبتسماً دائماً يسعد من حوله، رغم كل مأساته ورغم حزنه الدفين، إلا أنه كان مصراً على إسعاد الناس.