رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد التوك توك .. شمس دفع حياته بسبب ألف جنيه

التوك توك
التوك توك

كتب - صلاح محمد:

"أنتوا هتعملوا أيه فيه حرام عليكم خدوا كل اللي عايزينه وسيبوني أعيش دا انا صاحبكم"... توقفت حركة لسان شمس بعد هذه الكلمات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرة بعملية اختناق، من أحد أصدقائه طمعاً في التوك توك الذي كان بحوزته، بعد أن خطط صديقه كريم واثنين آخرين للاستيلاء على متعلقاته وصرفها علي شهوة المواد المخدرة، وإلقاء جثته بإحدى الترع القريبة من بلدتهم، بعد أن نزع الله الرحمة من قلوب هؤلاء الشياطين.

 

نشأ شمس في أسرة فقيرة الحال بمدينة قليوب، لم يستسلم الضحية لحالة أسرته الاجتماعية وأخذ ينحت الصخر من أجل توفير حياة كريمة لأسرته الصغيرة، وظل محافظاً علي تعليمه وعمله، سائقاً علي "توك توك" بعد خروجة من فترة المدرسة، حتى وصل شمس إلى المرحلة الثانوية وبدأت ينقي حياته من الأشياء التي تضره في عمله ودراسته.

 

كان لشمس بعض الأصدقاء السوء ولكن بدأ يبتعد عنهم شيئاً فشيئاً، إلي أن قطع صلته بهم وكان من ضمن أصدقائه "كريم" وكان يعمل أيضاً سائقاً لتوك توك، ولكنه كان يتناول المخدرات، وكان من الذين أبتعد عنهم الضحية لسوء أخلاقه، وصل شمس إلى الصف الثاني الثانوي، وفي هذه الأوقات كان يمر كريم بأسوأ الظروف في حياته، بعدما طرده صاحب التوك توك الذي كان يعمل عليه لكثرة تعاطيه للمواد المخدرة، جلس المتهم ينظر إلي حاله بعدما أصبح بدون مال وعدم قدرته علي شراء المخدرات التي يتعاطاها.

 

تذكر صديقه شمس بعدما كانت تربطهما علاقة صداقة قوية.. "دا كان صاحبي جداً بس هو بعد عني علشان أنا وحش وهو دي الوقت معاه فلوس كتير وكمان لسه محافظ علي تعليمه وانا قاعد من غير فلوس".. أخذ الشيطان يلقي بشباكه على المتهم إلي أن وقع فريسة للشيطان، خطط كريم كيفية الانتقام من صديقه لأنه مجتهد وهو مازال فاسداً، هكذا سولت له نفسه المريضة التي ملأت بالحقد والغل تجاه صديقه الذي أراد ان يعيش حياة كريمة.

 

وضع كريم خطته وقرر أن يحصل على متعلقات صديقه ليتناول المواد المخدرة، بمساعدة اثنين من أصدقاء السوء، ليستدرجوه ويسلبوه أمواله فهم بحاجة إلى النقود من أجل الكيف، اتفقا المتهمون على هذه الخطة التي ملئت بالخيانة والغدر، اتصل الذئب بصديقه وطلب منه أن يقابله بالتوك التوك الخاص به ليقوم بتوصيله وأصدقائه لنطقة تسمي "سنديون" لقضاء بعض الأشياء الخاصة بهم في هذه المنطقة، وكان يبيت للضحية الانتقام والقتل.

 

الساعة تشير إلى السادسة مساءً، حضر المجني عليه لصديقه بنقاء قلب ملئ بالطيبة ليخدمه، فما زال يتذكر أنه كان ذات يوم صديق له، استقل المتهم وبصحبته الذئبين الآخرين مركبة شمس وكان يقودها، وببراعة تمثيل فائقة استقبل الذئب الضحية وكان على وضعه الطبيعي، تحرك شمس بالتوك توك، وفجأة طلب منه صاحبه التوقف في هذا المكان، مدعي أنه سيقابل شخص في هذا المكان وكان بجوار ترعة الشرقاوية.

 

توقف التوك توك وبسرعة تنزل الذئاب وتمسك بالضحية، شمس ينظر إليهم بتعجب ماذا تفعلون، الذئاب ينظرون له بكل غل وحقد قيده صديقا صاحبه وأنهمر عليه  كريم بيد خائنة وبوجه بائس وبعقل عن الحاضر غائب، الضحية.."في أيه يا كريم أنا عملتلك أيه حرام عليك سيبني أروح لأهلي أنا معملتش معاك حاجة وحشة قبل كده"، وبكل واقحة وانحطاط في الأخلاق يرد عليه قائلاً "أنا هموتك وهاخد فلوسك علشان متبقاش أحسن مني ومتكملش تعليمك وكمان أنا عايز فلوس علشان أجيب ليه وللرجاله دي، أنت مش أحسن مني في حاجة".

 

بدأ المتهم في خنق شمس بجلبابه الذي كان يرتديه بعدما تمكن وصديقيه من خلع الجلباب من علي جسد الضحية، وأخذ يخنق شمس بواسطة هذا الجلباب، وبصوت مكتوم وبدموع منهمره علي الوجه من كثرة العذاب أخذ يترجاه .. "حرام عليك دا انا كنت

صاحبك أوه أوه أوه أرحمني وخد اللي أنت عايزة بس سيبني عايش لأبويا وأمي أوه أوه أوه انا مش هقول لحد إنك أخدت التوك توك مني حرام عليك".

لم تشفع دموع الموت لـ"شمس" لدي الخائن صديقه ولم ينتفض قلبه من بشاعة المشهد الذي لا يتحمله إنسان، نعم تحول المتهم لذئب بشري ينهش كل شيء أمامه، لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة مقيد أسفل الذئاب الثلاثة، مات الضحية، ولم تنته خطة المتهمين واستكملوا عملهم الإجرامي، فألقوا جثة شمس في ترعة الشرقاوية بعدما قتل مخنوقاً، لكي لا ينفضح أمرهم، ولكن ربك بالمرصاد.

قسمت الذئاب غنيمتهم بعدما تولي أحدهم بيعها، فكان نصيب كل فرد 1100 جنيه حصيلة الهاتف بـ"300" جنيه والتوك توك بـ"3" آلاف جنيه، نعم باع الصاحب صاحبه بـ 1100 جنيه، ثمن رخيص جداً لا يساوي موقف من مواقف شمس تجاه المتهم، المخدرات تفعل كل شىء، إلي أين سنصل في انعدام الرحمة والحب للآخرين.

 

كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطار ا من العميد هيثم حجاج مأمور مركز شرطة قليوب، بورود بلاغ من الأهالى بالعثور على جثة لشخص يدعى "شمس. م" طالب بالصف الثانى الثانوى، بترعة الشرقاوى دائرة المركز، وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من "كريم. ع" وشهرته كريم أنبوبة، 23سنة، سائق توك توك، و"مصطفي. ا. ع" 22سنة، عاطل، و"إبراهيم. ا" 25سنة، عاطل.

 

وتم ضبط المتهمين وبمواجهتهم أمام الرائد أحمد كمال رئيس المباحث، اعترفوا بارتكابهم الواقعة، حيث قرر المتهم الأول أنه كان يمروربضائقة مالية اختمرت بذهنه فكرة التخلص من المجنى عليه والاستيلاء على مركبة التوك توك فاتفق مع المتهم الثانى والثالث، ويوم الواقعة، اتصل هاتفيا بالمجنى عليه الساعة السادسة مساء وطلب توصيله لقضاء بعض الاحتياجات، وعقب تقابلهما توجها إلى طريق سنديون حيث تقابل مع المتهم الثانى (المكان المتفق عليه ) وتوجهوا جميعا إلى طريق ترعة الشرقاوى (مكان العثور على الجثة ) وقاما بالتخلص من المجنى عليه (خنقه) بواسطة جلباب أسود اللون كان يرتديه ثم تخلصا من الجثة بإلقائها فى ترعة الشرقاوى بعد أن استوليا على الهاتف المحمول الخاص به ( تخليا عنه بإلقائه فى الترعة ) وقاما باستقلال مركبة التوك توك وتوصيلها للمتهم الثالث للتصرف فيها.

 

عقب تقنين الإجراءات، أمكن ضبط المتهمين الثانى والثالث بأكمنة أعدت لذلك، وبمناقشتهما أيدا ما جاء بالفحص، وتم ضبط مركبة التوك توك المستولى عليها، تم التحفظ عليها، وتم إحالتهما للنيابة التى أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.