حكاية عم مرسي.. أفنى حياته من أجل أبنائه وانتحر وحيدا

كتبت- دعاء العزيزي:

 

يميل الإنسان الهش ضعيف النفس، للتخلص من حياته، للهروب من ضغوط الحياة، وآلمه النفسية، فيأخذه شيطانه لطريق جهنم.

 

"عم مرسي"قضي عمره وحياته فى العمل، وتربية أبنائه وتوفير احتياجاتهم، دون كلل أو ملل، حتى وصل إلى سن المعاش، الذي يبحث فيه كل شخص عن السكينة والهدوء والراحة بعد سنوات شاقة طويلة، إلا انه اصطدم بالحقيقة المرة.

 

الوحدة أصبحت هى المكافأة الوحيدة التى وجدها عم مرسي، في أيامه الأخيرة، بعدما انشغل ابناؤه فى حياتهم الخاصة، ومشاكل ابنائهم، لتتسلل الهواجس الأفكار الشيطانية الى عقله، التي تسببت في انهياره النفسي.

 

وفى اليوم المشئوم استيقظ مبكرا كما كان معتادا فى الماضى اثناء فترة عمله فلم يجد مايفعله، فقرر النزول من منزله بحثا عن شيء يفعله، ظل يتجول فى الشوارع دون جدوى، حتى سيطر عليه اليأس وتمكن منه الاستسلام والضياع والشعور ان حياته اصبحت بلا معنى.

 

 فى تلك اللحظات وجد نفسه كوبري مشاة

فوق نفق الثلاثينى وألقى بنفسه، ليكتب نهاية حياته المأساوية.

 

تلقى اللواء محمد علي حسين، مدير أمن الإسماعيلية، اخطارا من نائب مأمور قسم شرطة أول الإسماعيلية، يفيد ببلاغ من شرطة النجدة بسقوط أحد الأشخاص من أعلى نفق الثلاثينى مخرج شارع فاروق دائرة القسم.

 

وبالفحص والمعاينة تبين أنه "مرسي.م.م" 64 عامًا، بالمعاش مقيم المحطة الجديدة دائرة القسم، بالصعود أعلى سلم المشاة وألقى بنفسه داخل نفق الثلاثينى بمخرج شارع فاروق دائرة القسم، توفى في الحال، وتم التحفظ على الجثمان بمشرحة مستشفى الإسماعيلية العام.

 

وبسؤال نجله عامل ومقيم ذات العنوان، قرر بأن والده يعاني من مرض نفسي.